کتابخانه کتابخانه
جستجو

کوردیپیدیا پر اطلاعترین منبع اطلاعاتی کردی است!


گزینه های جستجو





جستجوی پیشرفته      صفحه کلید


جستجو
جستجوی پیشرفته
کتابخانه
نامنامەی کردی
کرونولوژیا از وقایع
منابع
رد پاها
گرد آوریها
فعالیت ها
چگونه جستجو کنم؟
انتشار
ویدئو
گروه بندی
آیتم تصادفی
ارسال
ارسال مقاله
ارسال عکس
نظر سنجی
نظرات شما
تماس
چه نوع اطلاعاتی را که ما نیاز داریم!
استاندارد
قوانین استفادە
کیفیت مورد
ابزار
درباره
آرشیویست های کوردیپیدیا
چه درباره ما می گویند!
اضافه کوردیپیدیا به وب سایت شما
اضافه کردن / حذف ایمیل
آمار مهمان
آمار آیتم
تبدیل فونت ها
تبدیل تقویم ها
بررسی املا
زبان و گویش از صفحات
صفحه کلید
لینک های مفید
پسوند کوردیپدیا برای گوگل کروم
کوکی
زبانها
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
حساب من
ورود به سیستم
عضویت!
رمز عبور خود را فراموش کرده اید!
جستجو ارسال ابزار زبانها حساب من
جستجوی پیشرفته
کتابخانه
نامنامەی کردی
کرونولوژیا از وقایع
منابع
رد پاها
گرد آوریها
فعالیت ها
چگونه جستجو کنم؟
انتشار
ویدئو
گروه بندی
آیتم تصادفی
ارسال مقاله
ارسال عکس
نظر سنجی
نظرات شما
تماس
چه نوع اطلاعاتی را که ما نیاز داریم!
استاندارد
قوانین استفادە
کیفیت مورد
درباره
آرشیویست های کوردیپیدیا
چه درباره ما می گویند!
اضافه کوردیپیدیا به وب سایت شما
اضافه کردن / حذف ایمیل
آمار مهمان
آمار آیتم
تبدیل فونت ها
تبدیل تقویم ها
بررسی املا
زبان و گویش از صفحات
صفحه کلید
لینک های مفید
پسوند کوردیپدیا برای گوگل کروم
کوکی
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
ورود به سیستم
عضویت!
رمز عبور خود را فراموش کرده اید!
        
 kurdipedia.org 2008 - 2024
 درباره
 آیتم تصادفی
 قوانین استفادە
 آرشیویست های کوردیپیدیا
 نظرات شما
 گرد آوریها
 کرونولوژیا از وقایع
 فعالیت ها - کوردیپیدیا
 کمک
موضوع جدید
زندگینامە
عیشان خودیدا خلف دربو
24-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عمشە سعید اسماعیل
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عمشە علی رفو
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عمشا سلیمان عیدو سلو
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
علی عمر عرب
23-07-2024
سارا سردار
اماکن
غار جوجار، غار شگفت انگیز کرمانشاه
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عفاف ایلیاس هبو
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عزیزا خالد علی
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عزیز مراد الیاس بکر
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عزیز دخیل عبدو حسین
23-07-2024
سارا سردار
آمار
مقالات 525,634
عکس ها 106,448
کتاب PDF 19,790
فایل های مرتبط 99,646
ویدئو 1,449
زبانها
کوردیی ناوەڕاست 
301,349
Kurmancî - Kurdîy Serû 
88,756
هەورامی 
65,744
عربي 
28,846
کرمانجی - کوردیی سەروو 
16,307
فارسی 
8,547
English 
7,168
Türkçe 
3,571
Deutsch 
1,458
Pусский 
1,123
Française 
321
Nederlands 
130
Zazakî 
85
Svenska 
56
Հայերեն 
44
Español 
39
Italiano 
39
لەکی 
37
Azərbaycanca 
20
日本人 
18
עברית 
14
Norsk 
14
Ελληνική 
13
中国的 
11
گروه
فارسی
زندگینامە 
2,936
اماکن 
1,915
شهدا 
1,035
کتابخانه 
793
تحقیقات مختصر 
554
اماکن باستانی 
411
تصویر و توضیحات 
290
آثار هنری 
188
شعر 
169
مدارک 
71
موزه 
39
احزاب و سازمان ها 
38
نقشه ها 
31
منتشر شدەها 
17
تاریخ و حوادث 
16
تصویری 
14
دفترها 
11
آمار و نظرسنجی 
10
مسائل زنان 
4
ایل - قبیله - فرقه 
3
متفرقه 
2
بازی های سنتی کوردی 
1
زندگینامە
لاری کرمانشاهی
زندگینامە
فرخ نعمت پور
زندگینامە
مریم بوبانی
زندگینامە
محمد سعید نجاری
اماکن باستانی
قلعه کاظم داشی
محنة الاقليات في العراق .. بين العنف والتمييز والاندثار في ظل الهجرة المستمرة
اطلاعات کوردیپیدیا از هر جا و مکانی برای همە جا و همە وقت میباشد.
گروه: تحقیقات مختصر | زبان مقاله: عربي
اشتراک گزاری
Facebook0
Twitter0
Telegram0
LinkedIn0
WhatsApp0
Viber0
SMS0
Facebook Messenger0
E-Mail0
Copy Link0
ارزیابی مقالە
نایاب
عالی
متوسط
بد نیست
بد
اضافه کردن به مجموعه
نظر خود را در مورد این مقاله بنویسید!
تاریخ آیتم
Metadata
RSS
به دنبال تصویر رکورد انتخاب شده در گوگل
به دنبال رکورد انتخاب شده در گوگل
کوردیی ناوەڕاست0
Kurmancî - Kurdîy Serû0
English0
فارسی0
Türkçe0
עברית0
Deutsch0
Español0
Française0
Italiano0
Nederlands0
Svenska0
Ελληνική0
Azərbaycanca0
Fins0
Norsk0
Pусский0
Հայերեն0
中国的0
日本人0
محنة الاقليات في العراق .. بين العنف والتمييز والاندثار في ظل الهجرة المستمرة
تحقیقات مختصر

محنة الاقليات في العراق .. بين العنف والتمييز والاندثار في ظل الهجرة المستمرة
تحقیقات مختصر

نوزت شمدين

بعضها غير معترف بها وأخرى تحمل السلاح أو تستخدم التقية لضمان أمنها

لم يدر بخلد بهنام نعوم (64سنة) أن خطوة النزوح التي اتخذها مع عائلته هرباً من #داعش# الذي سيطر على الموصل في حزيران/يونيو2014، ستمتد به أبعد بكثير من محافظة أربيل في أقليم كردستان، وأنه سيستقر في السويد بنهاية المطاف ويحصل على جنسيتها.
“ظننا بأنها مجرد أيام قلائل، وسيهرب عناصر داعش، ونعود نحن المسيحيون إلى أعمالنا ومنازلنا التي تركناها في الجانب الأيمن للموصل، لكن هذا لم يحدث، وخيار الرجوع لم يعد قابلاً للنقاش” يقول نعوم الذي قام بزيارة قصيرة لأربيل من أجل توكيل محامٍ لبيع منزله في الموصل.
الرجل الذي قضى 50 سنة من عمره في حارات الموصل ويكاد لم يعرف مدينة غيرها، استثمر وجوده لإيصال بعض الهدايا كان قد أرسلها معه أصدقاء مقيمون في السويد لذويهم. يخرج ورقة مطوية من جيبه، ويقول ملوحاً بها :” فيها عناوين أقرباء مرسلي الهدايا، وهم مسيحيان، وإيزيدي وشبكي”. ثم يتابع مبتسماً وهو يعيدها إلى جيبه: “هنالك واحد غيرهم شبكي، لكنه بدلاً من أن يرسل شيئاً معي رافقني في السفر وهو يزور أهله الآن!”.
مشهد حياتي يومي، يشير إلى واقع التشظي الذي تعيشه الأقليات في العراق، فقد تعرض أبناؤها بين 2004 و2017 إلى حملات استهداف منظمة أدت إلى مقتل الآلاف منهم، وطرد الناجين من مناطقهم أو دفعهم للنزوح وفقدانهم لكل ممتلكاتهم، ما أحدث تغييرا ديمغرافيا غير قابلا للمعالجة في مناطق تمتد على ثلاث محافظات (نينوى، وصلاح الدين وكركوك) وانتهى بهجرة مئات الآلاف منهم إلى خارج البلاد تاركين مناطقهم التاريخية.
وأدى ذلك إلى تقلص غير مسبوق في أعدادهم، على الرغم من محاولات منطقة اقليم كردستان الفيدرالية” حمايتهم وخلق ملاذ آمن للنازحين منهم، عبر سن قانون خاص بذلك هو الأول من نوعه في المنطقة، يعرف بالقانون رقم(5) لسنة 2015، والذي ينص في مواده على نبذ جميع اشكال التمييز ضد المكونات، ويعاقب المخالف وفق القوانين النافذة.

وينص القانون أن لكل مكون ممارسة حقوقه وحرياته الأساسية بما في ذلك حرية الفكر والتعبير والاجتماع وممارسة المعتقد الديني. وحظر أية دعوة دينية أو سياسية او اعلامية الى الكراهية أو العنف أو الترهيب أو الاقصاء والتهميش المبنية على أساس قومي وديني.
يكشف هذا التحقيق خارطة انتشار الأقليات البارزة في العراق ومدى تأثير سياسات التمييز وعمليات القتل والاجبار على النزوح على وجودها، وما تعرضت له خلال العقدين المنصرمين من استهدافات ممنهجة، وما يطمح اليه المتبقون منهم، والإجراءات التي اتخذت في سبيل حمايتهم، سواءً من قبل الأقلية ذاتها أو مؤسسات الدولة الأمنية، وفي النهاية ما يمكن فعله لوقف هجرتهم وإقناع المهاجرين منهم بالعودة.

الرعب في إطار الاستهداف الممنهج

بدأت قصة استهداف الأقليات في العراق، مع بداية سقوط النظام العراقي في 10 نيسان/أبريل2003، وارتفعت وتيرته فيما يعرف بنينوى بيوم السقوط الثاني، وكان في 11/11/2004، عندما سيطر مسلحون من تنظيم القاعدة على مقار مؤسسات الدولة، ومنها مراكز الشرطة، واقامت نقاط تفتيش في شوارع مدينة الموصل في ظل تواجد القوات الأمريكية التي كانت تحتل البلاد وانكفأت في ذلك اليوم داخل قواعدها.
وشاعت وبنحو شبه يومي عمليات تفجير السيارات والعبوات الناسفة في الشوارع الرئيسية والفرعية داخل مدينة الموصل وكذلك في الاقضية والنواحي المرتبطة بها، فضلا عن اغتيال منتسبي الأجهزة الأمنية، وخطف وتهديد وقتل المدنيين بتهم الكفر والردة عن الإسلام والعمالة للمحتل أو عدم دفع الاتاوات.
يذكر الباحث عادل كمال، أن الجماعات المسلحة ورجال كانوا يروجون في الجوامع بأن غزو الولايات المتحدة للعراق هو “غزو صليبي” هدفه تدمير المسلمين في كل مكان وتحديداً في العراق “لذلك فان المسيحيين كانوا من بين أوائل الأقليات التي تم استهدافها”.
ويضرب على ذلك مثالاً، قرص مدمج وزعته القاعدة في الموصل بعد 2004 تضمن مقطع فيديو يظهر عناصر تابعين له وهم يقطعون رأسي مسيحيين ويضعونهما في دلوين معدنيين، وقال عنصر ملثم بأن تهمتهما التعاون مع القوات الأمريكية في منطقة القصور الرئاسية داخل الموصل.
ووفقاً لكمال، فأن الاستهدافات تلك “سعت الى خلق حالة من الرعب” ودفعت آلاف المسيحيين سواءً في الموصل أو غيرها من المدن العراقية إلى النزوح صوب بلدات المسيحيين في قضائي الحمدانية و تلكيف بسهل نينوى وأيضاً إلى إقليم كردستان حيث لم يظهر نشاط للجماعات التكفيرية المسلحة هناك.
ويقول بأن استهداف الأقليات أصبح ظاهرة رغم كونها ليست طرفا في الصراع الطائفي “الشيعي السني” ولا حاملين للسلاح، وبدا كأنها حملات لتفريغ مدن كاملة منهم :”في كل مرة كان يتم استهداف أقلية بعينها، فمرة يقتل أو يختطف مسيحيون، ومرة أخرى يحدث ذلك للإيزيديين أو للشبك أو الكرد وهكذا”.
تقدر مصادر غير رسمية، أعداد ضحايا المسيحيين في عموم العراق جراء استهداف الجماعات المسلحة من سنة 2003 لغاية 2014 بنحو 1000 شخص. كان من بينهم قساوسة عدة كالمطران بولص فرج رحو رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في نينوى، الذي قتل في الموصل يوم 13/3/2008. والقس يوسف عادل عبودي راعي الكنيسة السريانية في بغداد، الذي قتل في منزله وأمام أفراد أسرته في نيسان/أبريل 2008.
ولعدم إجراء أحصاء رسمي في العراق منذ 1988، فأن الإحصائيات المتعلقة بأعداد المسيحيين وغيرهم تقديرية، ويذكر لويس مرقوس أيوب، العضو المؤسس لتحالف الاقليات العراقية، أن مليون ونصف المليون مسيحي كانوا متواجدين في العراق حتى نيسان/أبريل 2003، وقد تقلصت أعدادهم لتبلغ نحو 400 ألف شخص فقط.
لكن خلال تواصلنا مع ممثلي كنائس ومنظمات معنية، ومع جمع أعداد المسيحيين الباقين في العراق بمختلف طوائفهم (أشوريين، سريان، كلدان) ظهر لنا أن العدد أقل بكثير مما ذكره أيوب، إذ بلغ 260،520 نسمة فقط. وذلك يُظهر ان أكثر من 80% من المسيحيين هجروا البلاد.

التواجد المسيحي بعد 2003 كان متركزاً في محافظات بغداد ونينوى واقليم كردستان وبشكل اقل في البصرة وكركوك، إلا أن نسبتهم الأكبر كانت في الموصل وبلداتهم التاريخية بسهل نينوى ك قره قوش في قضاء الحمدانية وناحيتي برطلة والقوش وقضاء تلكيف.
نحو 20 ألف مسيحي كانوا يعيشون في مدينة الموصل، أي 5 ألف عائلة تقريبا، بحساب معدل أفراد كل عائلة 4 أشخاص، أما في قرى و بلدات سهل نينوى فكانت هناك ما يقرب من 30 ألف عائلة، وتقلصت كثيراً الى يوم سيطرة داعش على نينوى في صيف 2014، إذ كانت هنالك فقط 1000 عائلة مسيحية في الموصل، و15 ألف عائلة في عموم سهل نينوى، نزحت هي الأخرى صوب اقليم كردستان خلال اسابيع قليلة حتى أصبحت نينوى خالية من المسيحيين تماماً للمرة الأولى منذ قرون.
عن ذلك يقول الكاتب المتخصص في شؤون الأقليات جرجيس توما: “الأمر لم يكن واضحا تماما بالنسبة للكثيرين في نينوى حينها، فانسحاب الجيش العراقي ومنتسبي الشرطة المحلية والاتحادية الفجائي، خلق حالة من الفوضى في الموصل والبلدات المحيطة بها، وأشاع تنظيم داعش بأن عناصره إنما ثوار عشائر وسينسحبون بعد اكمال مهمتهم لتسليم السلطة بأيدي حكومة يختارها أهالي المحافظة”.
ويتابع: “لكنها كانت خدعة، إذ وزع التنظيم منشورات ورقية في 12تموز/يوليو2014، خير فيها المسيحيين بين البقاء ودفع الجزية للتنظيم أو المغادرة أو القتل. وهكذا فضل المسيحيون المغادرة، وصادر التنظيم كل ممتلكاتهم، وكتب عناصره حرف (ن)باللون الأحمر على جدران منازلهم، وهو الحرف الأول من كلمة نصراني، في إشارة إلى أن المنزل مصادر”.

طوال سنوات نزح المسيحيون صوب اقليم كردستان، ومن هناك شق كثيرون منهم طريقهم نحو المهجر، وبالنسبة للمسيحيين النازحين داخل العراق، كانت عودتهم خجولة جداً إلى مناطقهم في سهل نينوى وغيرها من المناطق التي تركوها بعد اكمال طرد داعش منها في تموز/يوليو2017. إذ يقول لويس مرقس أيوب أن فقط 45% فمن المسيحيين الذين نزحوا في 2014عادوا لمناطقهم و 55% تركوا البلاد و 3-5% بقوا في المناطق التي نزحوا إليها داخل إقليم كردستان.
ويستدرك:” قسم ممن عادوا إلى مناطقهم، لم تكن عودتهم دائمية، وبعضهم غيروا وجهتهم مجدداً والتحقوا بأقارب لهم من المهاجرين سواءً عن طريق لم الشمل أو الأمم المتحدة أو سلكوا طرق التهريب المتعددة”.
يلخص (و.ت) الواقع الحالي للوجود المسيحي في الموصل، وهو يقود كل يوم سيارته من دهوك باتجاهها كونه مازال موظفا في جامعتها، لكنه يفضل الاستقرار شمالا على بعد 60 كلم: “لم يرجع أي ممن أعرفهم، يخشون جميعا من ألف احتمال سيء. هذه مدينتنا التي ولدنا وكبرنا فيها وشكلت هويتنا، لا نحب ان نتركها لكننا مرغمون”.
في الجهة الشمالية للموصل، يشير الى كنيسة ماركوركيس المبنية على تلة. ويقول بأسف “إنها مغلقة، لم يعد هناك مصلون في الأحياء القريبة لزيارتها”. ويمضي بسيارته الى الجانب الأيمن المدمر من المدينة، يقترب من موقع (كنيسة الساعة) التي يتم ترميمها، ويردد “لا أعرف أحدا عاد الى المدينة القديمة التي لم يكن يكاد حي واحد يخلو من وجود مسيحيين فيها”.

ميليشيات خلفاً لداعش

الباحث في الشأن العراقي، ياسر بختيار زكي يربط عدم عودة الكثير من المسيحيين بعد تحرير مناطقهم من داعش بين2016-2017 بوجود ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في سهل نينوى وفرض سلطتها المطلقة على المكان بدلاً من قوات البيشمركة الكردية التي انسحبت في 2014.
بطريرك الكلدان الكاثوليك، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، أعرب عن قلقه حيال مستقبل الوجود المسيحي في العراق، وقال بأنهم وبعد ثماني سنوات من تهجيرهم من مناطقهم، يشعرون بالخيبة والافتقاد للحد الأدنى من المواطنة.
وهذا ما دفع وفقا لما ذكره إلى نزوح عكسي لعائلات كانت قد عادت منذ فترة وجيزة بعد سنوات من النزوح، وتساءل الكاردينال:”هل ستتغير النظرة الى المسيحيين؟ هل سيتم الاعتراف بهم كمواطنين متساوين، وهم يشكّلون ثاني ديانة سماوية في العراق؟ هل سيُنصَفون بعد كل هذه المضايقات والانتهاكات؟ هل أن مشروع الإصلاحات السياسية والتشريعية والمؤسساتية التي دعت إليها كتلة سماحة السيد مقتدى الصدر وحكومة اقليم كردستان، وكتل أخرى ستشمل المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين، سكان البلاد الأصليين الذين ولاؤهم للعراق، حتى الذين تركوه مرغمين”.
ساكو يقول بتوضيح أكثر: “المسيحيون يعيشون حالة من الإحباط بسبب قوانين الأحوال الشخصية المُجحِفة كأسلمة القاصرين، وأسلمة أشخاص اُكرهوا على الإسلام من قبل القاعدة أو تنظيم داعش تحت التهديد بالقتل”.
واستدرك: “من يحمي المسيحيين المسالمين الموالين لوطنهم، اذا الدولة لا تحميهم؟ هذه انتهاكات موجعة، ولها تداعيات على سمعة العراق؟ وبكل ألم أقول: ان كنت لا ترغبون في بقائنا مواطنين متساوين في بلدنا العراق، فقولوا لنا صراحةً، لندبِّر الأمر قبل فوات الأوان”.
تترجم الوقائع على الأرض ذلك الاحباط، ففي الموصل مركز محافظة نينوى يذكر القس رائد عادل مسؤول كنائس الموصل للسريان الكاثوليك أن 60- 70 عائلة مسيحية فقط، تضم أقل من 150 فرداً، عادت إلى المدينة بعد تحريرها الكامل في تموز/يوليو2017.

القس رائد عادل
ويشير إلى أن في الموصل 35 كنيسة ودير، وقد تم تدميرها جميعاً كليا او جزئيا خلال فترة سيطرة داعش أو في حرب التحرير منه، وتم إعادة إعمار العديد منها، وأخرى قيد الإعمار حالياً، مبينا أن كنائس (البشارة ومار توما ومار بولص) تفتح أبوابها وتستقبل المسيحيين القادمين من خارج الموصل وداخلها لتأدية طقوسهم فيها.
يقول فادي صباح، وهو موظف حكومي في الاربعينات من عمره، ويتابع باهتمام تراجع اعداد المسيحيين في البلاد: “اذا كان اندثار الوجود المسيحي غير قابل للملاحظة في بغداد أو حتى الموصل، رغم أن احياءهم فرغت وكنائسهم باتت بلا مصليين، فان الأمر واضح تماما في بلداتهم التاريخية بسهل نينوى”.
يشير بأصبعه على خارطة انتشارهم عبر جهاز الحاسوب، ويتابع: “حين تزورها تجدها شبه فارغة، بيوت مغلقة الأبواب وأسواق مهجورة، وأحياء كاملة بلا أمهات يفترشن عتبات المنازل كما كانت تجري العادة ولا أطفال يلعبون في الأزقة”.
ويتابع، بينما يسحب صورا من درج مكتبه:”الامر لا يتعلق بنينوى فقط، أنظر الى هذه الصور لأحياء مسيحية في دهوك وزاخو، لقد فرغت بدورها، رغم الاستقرار الأمني ونوعا ما الاقتصادي”. تأخذه لحظة شرود ثم يقول بتردد:” كل يوم هناك مسيحيون يهاجرون ولا أحد يعود.. لن يكون لنا وجود هنا بعد سنوات”.

“الإيزيديون” عمليات القتل وجرائم الابادة
قبل سقوط النظام العراقي السابق في 2003 كان نحو 550 الف إيزيدي يعيشون في العراق، موزعين في أقضية الشيخان ، وسنجار، وبعاج ، وفي ناحية بعشيقة بنينوى، وكذلك في اقليم كردستان.
وهم يعتنقون ديانة توحيدية خاصة بهم غير تبشيرية، ويحجون إلى مرقد الشيخ (عادي) في منطقة عين سفني 60كم شمال الموصل، تعاملت معهم الجماعات الدينية المسلحة التي نشطت في العراق بعد 2003 على أنهم كفار، واغتالت الكثيرين منهم مما أدى إلى انكفاءهم في بلداتهم، فضلاً عن مدن أقليم كردستان، بعد أن تركوا أعمالهم وممتلكاتهم في باقي المدن العراقية.
الباحث المتخصص في شؤون الأقليات مناف رؤوف، يقول بأن تنظيمات القاعدة وأنصار الإسلام كانت تخطف وتقتل الإيزيديين بفتاوى دينية، ففي 14 آب أغسطس 2007 شهد مجمعا تل عزير وسيبا شيخ خدر الايزديين بسنجار انفجارات بشاحنات مفخخة أسفرت عن مقتل 796 إيزيدياً وجرح 1562 شخصاً، ما عد أكبر هجوم دموي في العراق، وسبق ذلك في نيسان ابريل من العام ذاته، عملية قتل21 ايزيديا من عمال مصنع النسيج بالموصل، من قبل مجموعة مسلحة ارغمت العمال على الترجل من حافلات كانت تقلهم الى مناطق سكنهم في بعشيقة (20 كلم شرق الموصل) واطلقت النار عليهم، ما خلق رعبا هائلا في صفوف الايزيديين بالموصل ودفع غالبيتهم لترك المدينة.
يضيف الباحث مناف، ان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي تم الإعلان عنه في 2006، قبل أن يتحول إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام في 2009 ويعرف لاحقا ب(داعش)، انتهج السياسة ذاتها، وهاجم مناطق الايزيديين في آب/أغسطس 2014 وارتكب مذابح بحقهم.
ويتابع: “كانت الجماعات التكفيرية صاحبة السطوة الكبرى، تتحرك بحرية وتختار ضحاياها وتنفذ احكامها بهم في وسط المدن. بعض الجثث كانت تبقى لأيام على الأرصفة، لأن عناصر القاعدة وبعدها الدولة الإسلامية كانوا يضعون عبوات ناسفة تحت تلك الجثث ويفجرونها بمجرد وصول قوات الأمن العراقية أو الأمريكية أو سيارات الإسعاف”.
في 3 آب/أغسطس 2014، هاجم مسلحو داعش مدينة سنجار، وكما حدث لدى سيطرة التنظيم على الموصل بعد انسحاب القوات العراقية وتسليمها المناطق التي كانت تسيطر عليها دون قتال، انسحبت قوات البيشمركة التي كانت تسيطر على المنطقة، ولم يجد عناصر التنظيم أمامهم سوى المدنيين الايزيديين.
لجأ القادرون على الفرار إلى جبل سنجار، ووصل غالبيتهم بعد أسابيع وعبر طرق خطرة الى مخيمات نزوح في اقليم كردستان التي استقبلت 139.719 ألفاً منهم.
تشير إحصائيات مكتب إنقاذ المختطفين الايزيديين المؤيدة من قبل الأمم المتحدة إلى أن (1293) إيزيديا قتلوا لدى الاجتياح الداعشي لسنجار. وبلغت أعداد المختطفين (6417)، غالبيتهم من الإناث، تم تحرير 3530 منهم لغاية 2022، وبقي مصير 2887 مجهولاً. وبلغت أعداد الأيتام (2745) طفلاً.
دمر تنظيم داعش 73 مزارا ايزيديا، وترك خلفه 85 مقبرة جماعية سيتطلب فتحها وتحديد هوية ضحاياها سنوات من العمل، بحسب الناشط الايزيدي والصحفي ميسر أداني. كما ترك جرحا لا يندمل هو جرح المختطفات والمختطفين الذين تواصل عوائلهم البحث عنهم في كل مكان.

صراعات سنجار وتغيير ديموغرافية الشيخان
في العام 2022 أغلقت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، غالبية مخيمات النازحين في عموم مناطق العراق لكنها أبقت على مخيمات الايزيديين في أقليم كردستان بسبب عدم تمكنهم من تركها والعودة إلى مناطقهم في سنجار على الرغم من مرور أكثر من سبع سنوات على تحريرها. ويؤكد مسؤولون ايزيديون ان ثلثي نازحي سنجار لم يعودوا، فيما تقول منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 193 الف من سكان المنطقة عموما مازالوا نازحين.
يعدد الباحث عادل كمال أسباباً عدة لامتناع الغالبية العظمى من النازحين الإيزيديين من العودة إلى مناطقهم “عدم التزام الحكومة المركزية في بغداد بإعمار مناطقهم المدمرة، ووجود صراع بين ميليشيات وقوات مسلحة متعددة الولاءات تنتشر في سنجار، غياب الخدمات وعدم توفر فرص اقتصادية لتأمين معيشتهم، وهي بمجملها دفعت الكثير من الايزيديين للهجرة”.
تكشف منظمات ايزيدية عن هجرة نحو 120 الف ايزيدي الى اوربا خلال السنوات التسع الأخيرة. هؤلاء أصبحوا محط آمال أقربائهم من النازحين في اللحاق بهم عن طريق لم الشمل أو بطرق الهجرة غير شرعية.
لكن الباحث الإيزيدي حسو هورمي، يقدم أسباباً أخرى لعدم عودة الايزيديين الى مناطقم التاريخية، بقوله: “الابادة بحق الإيزيديين مستمرة لحد الان، إذ أن هناك أكثر من 2800 مختطفا مجهول المصير، كما ان مناطق الايزيديين لا تدار من قبلهم وهم يطالبون بإدارة ذاتية لها، الى جانب غياب دور المرجعية الايزيدية في تشجيع الناس على العودة، والمشاكل السياسية بين الايزيديين أنفسهم، وافتقار مناطقهم في سنجار إلى المستشفيات والمدارس والمعاهد والكليات كما فرص العمل، وهي متوفرة في اقليم كردستان مقارنة بمناطقهم، لذا فخيارهم هو البقاء في المخيمات”.
ويقول بأن :”85% من الإيزيديين يعيشون في مخيمات يحيط بها فقدان الثقة بالآخر وضياع الانتماء، ولسان حالهم -الإيزيديون مشروع قتل طالما بقوا في العراق- لذا فتفكيرهم منصب دائما نحو الهجرة”.
ويشترط هورمي، الذي يترأس المؤسسة الايزيدية لمناهضة الإبادة الجماعية، لتغيير ذلك التوجه للفرد الايزيدي “بتعاون الدول الصديقة الإقليمية والعربية وإقناع الأمم المتحدة بإعادة تأهيل المنطقة بطريقة منظمة، ابتداءً من الإنسان وصولا إلى البنية التحية”.
ويعتقد بأن وقوع الإيزيدي تحت كل تلك الضغوط والمشاكل تسبب بالكثير من العلل الاجتماعية مثل “تكرر حالات الانتحار وبروز ظاهرة الزواج المبكر، وتزويج القاصرات”.
كل أسباب عدم العودة تلك تتركز في سنجار(غربي نينوى) ومجمعاتها التي كانت تحتضن أكثر من 200 الف ايزيدي، لكن ثمة أسباب أخرى لعدم العودة الى ناحية بعشيقة وبحزاني شمال شرقي نينوى، على رأسها مخاوف التغيير الديموغرافي الحاصل هناك، كما يشير الكاتب الايزيدي خدر خلات بقوله: “المناصب الرسمية في اغلب الدوائر الحكومية باتت بأيدي غير السكان الاصلاء، والتغلغل الخطير في شراء الاراضي الزراعية والسكنية في المحيط القريب من بعشيقة وبحزاني، من قبل مكونات أخرى، يرسم معالم التغيير الديموغرافي القادم.”
ويلفت إلى أن “المخاوف تدفع العديد من السكان الإيزيديين الى بيع او تأجير منازلهم التي تقع في أطراف المدينتين كي يشتروا او يستأجروا منازل في عمق البلدة، وهي عملية هروب وتحصن بالمجتمع الأصلي، لكن آخرين يفضلون الهجرة بعيدا”.
وتسيطر قوات اللواء 30 الشبكية الشيعية التابعة للحشد الشعبي على سهل نينوى، وهي متهمة بإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة بمنع أصحاب العقارات من غير الشبك أو سكان السهل من استغلالها أو التصرف بها، وهو ما ينفيه قياديو اللواء، ويقولون بأنه متوافق مع القانون العراقي، وتم اتخاذه لمنع التغيير الديموغرافي في المنطقة التي تسكنها أغلبية شبكية.
معالم التغيير الديمغرافي في المناطق التاريخية لانتشار الايزيديين واضحة، كما يقول (د. م) وهو صحفي من أبناء المنطقة، فحتى في قضاء الشيخان (60 كلم شمال الموصل) والتي تعد تاريخيا مركز الامارة الايزيدية، والذي كان قبل عقود منطقة ذات غالبية ايزيدية فضلا عن وجود مسيحي حيث تنتشر أبرز المزارات الايزيدية (شيخ شمس، شيخ حنتوش، وشيخ عدي) فضلا عن عدة كنائس تاريخية، أصبح اليوم ذو غالبية مسلمة مع تزايد عدد الكرد. وباتت المنطقة في السنوات الأخيرة تشهد اقبالا من قبل الشبك الذي يشترون اراض فيها بحكم قوتهم الاقتصادية.

الشبك والسلاح لحماية أنفسهم

الشبك أقلية عراقية مسلمة يبلغ تعدادها التقديري بين 400 الى 450 الف نسمة. يتكلمون اللغة الشبكية، يتبع نحو 70% منهم المذهب الجعفري الاثني عشري و30 % الاخرون هم من السنة.
وللشبك الشيعة العديد من المزارات الدينية المقدسة في سهل نينوى، وهي مزارا الإمامين رضا والعباس، ومقام الإمام زين العابدين، والتي فجرها عناصر تنظيم داعش في اعقاب سيطرته على نينوى.
والشبك وبخلاف باقي الأقليات ليس لهم تواجد سوى في العراق، ويعيش غالبيتهم حسب الإعلامي يونس الأغا موزعين على أكثر من 60 قرية واقعة في ست وحدات إدارية بين أقضية تلكيف والموصل والحمدانية.
وكانوا يسكنون في نحو 12 حياً سكنيا في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، لكن وبسبب الاستهداف المتكرر لهم، من قبل عناصر القاعدة وأنصار الإسلام ومن بعدهما تنظيم الدولة الإسلامية بسبب انتمائهم لطائفة الشيعة في السنوات 2004 و2005 و2006 اضطر الكثير منهم للنزوح نحو القرى في سهل نينوى.
مع هجوم داعش على مناطقهم بسهل نينوى في حزيران/يونيو 2014 نزح الشبك الشيعة نحو إقليم كردستان، واستولى عناصر التنظيم على أملاكهم المنقولة وغير المنقولة.
ويرى يونس الأغا بأن الشبك مهمشون ومستبعدون عن أي منصب تنفيذي وفقاً “للمحاصصة المتبعة في البلاد”. ويقول:” ليس لدينا وزير ولا وكيل وزارة ولا مدير عام، لا سفير، لا قائد فرقة عسكرية، ولا حتى ممثل في محافظة نينوى، وعلى مايبدو نحن مواطنون درجة ثانية، هذا اذا اعتبرونا مواطنين!” .
هنالك خلاف بين الباحثين بشأن أصل الشبك، فالبعض يعدهم كرداً، وآخرون يعدونهم عربا، وفريق ثالث ينسبهم للتركمان، وآخر إلى إيران على أنهم من بقايا نادر شاه لدى محاولته الفاشلة للسيطرة على الموصل سنة 1743.
الكاتب والمؤرخ عزيز هاني خضر، يقول بأن الشبك، منقسمون قومياً بين الكرد والعرب، وطائفياً بين الشيعة والسنة. ويضيف: “بعد 2003، أصبحوا هدفاً للجماعات المسلحة، التي اغتالت العشرات منهم وفجرت شاحنات في عدد من قراهم، وفي 2014 نزح عدد كبير منهم إلى المدن الشيعية في الجنوب كالنجف وكربلاء، والسنة منهم صوب اقليم كردستان”.

بعد تحرير سهل نينوى من داعش في 2016، عاد الشبك الشيعة إلى قراهم، لكن مع تصميم بعدم السماح بتكرار ماحدث لهم، وتولى عضو مجلس النواب الراحل د.حنين قدو، قيادة اللواء 30 التابع للحشد الشعبي الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من الشبك الشيعة، يزيد عددهم غت 1500 مقاتل.
وناب عنه بعد وفاته في ديسمبر/كانون الثاني2020 شقيقه وعد قدو، الذي يحمل الجنسية الألمانية، وقد أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية في 19 تموز 2019 ضمن اللائحة السوداء وفرضت عليه عقوبات بعد اتهامه بملفات تتعلق بانتهاكات لحقوق الانسان، من بينها قمع الأقليات.
الباحث جرجيس توما، يقول بأن قوات البيشمركة كانت تسيطر على سهل نينوى قبل 2014 حين سيطر عليه تنظيم داعش، وعادت إليه بعد تحريره في 2016، لكنها تركته مجددا في تشرين الثاني/أكتوبر2017 ليتولى الحشد الشعبي زمام الأمور هناك، واللواء 30 جزء منه.
ويرى توما ان مهمة ذلك اللواء تتلخص بحماية الشبك وقراهم من أي استهداف، الى جانب عدم السماح بأي شخص من خارج سهل نينوى بتملك عقارات او استغلال او التصرف بعقارات يملكها في سهل نينوى.
حتى أن قائد اللواء 30 وعد القدو، منع في 2022 بلدية الموصل من توسيع التصميم الأساسي للمدينة باتجاه سهل نينوى المجاور، متذرعاً بمنع أي تغيير ديموغرافي يحصل على حساب الشبك.
ويشير توما، إلى أن اللواء 30 “يحمي نفوذا إيرانيا في سهل نينوى، وتم افتتاح مدرسة ابتدائية في ناحية برطلة تحمل أسم الزعيم الإيراني الراحل الخميني، وان آمر فوج في اللواء يدعى حسن السلطان هو ممثل الزعيم الإيراني خامنئي في سهل نينوى”.

عميد الشرطة المتقاعد غازي فواز، يرى بأن من حق الشبك حماية أنفسهم، ويقر بأنهم تعرضوا للكثير من المآسي منذ 2003، لكنه يحذر من أن السياسة التي ينتهجها قادة اللواء 30 ستضر مستقبلاً بالشبك.
ويوضح:”الشبك مسالمون، وعلاقاتهم كانت طيبة مع أهالي مدينة الموصل، لكنها اليوم تشهد توتراً بسبب استحواذهم على بعض الوظائف العامة الحساسة، والممارسات التي يقوم بها عناصر اللواء بمنع آلاف المواطنين من استغلال عقاراتهم الموجودة في سهل نينوى، واستيلائهم على عقارات تعود إلى مسيحيين، وهو ما سينعكس على الشبك عموماً بنحو سلبي بمجرد زوال قوة الحشد الشعبي “.
الناشط الشبكي ربيع يحيى محسن، ينفي أن يكون للشبك نوايا عدوانية تجاه أي مكون آخر، ويقول:”كل ما نريده هو أن نعيش بسلام، وأن لا نستيقظ على أصوات التفجيرات ونفجع بقتل أبنائنا بدون سبب”.
ويرى الصحفي (د. م) ان الشبك بخلاف باقي الاقليات العراقي، حافظت على وجودها في مناطقها بل توسعت، ولم تواجه مشكلة هجرة أبنائها كباقي المكونات، وان النزوح الذي حصل للشيعة منهم الى جنوب البلاد وخاصة الى النجف وكربلاء في 2014 زاد من قوتهم وحضورهم السياسي والميداني في نينوى.

“الكاكئية” عدم اعتراف واستهدافات متكررة
الكاكئية أو(يارسان) ويعرفون في إيران ب(أهل حق)، معتقد ديني منتشر في دول عدة بالشرق الأوسط كإيران والعراق، قومياً يرتبطون بالكرد، لكن لديهم معتقدهم الديني الخاص وهم ليسوا مسلمين كما يعتقد البعض في العراق، بسبب محاولتهم الدائمة الانصهار بمحيطهم خوفاً من الاستهداف.
وكما هو الحال بالنسبة لباقي الأقليات، لا توجد إحصائية دقيقة بشأن اعداد الكاكئية الموجودين في العراق، لكن مصادر غير رسمية قدرت أعدادهم بنحو 120 ألفاً وهم متواجدون بحسب الناشط رجب عصمت كاكئي في ديالى وكركوك ونينوى والسليمانية وبغداد.
ولفت رجب إلى أن الكاكئية أو اليارسانية هي ديانة توحيدية تؤمن بإله واحد وبأزلية الروح وتجسدها في شخصيات مختلفة (سفر الروح) يصومون ثلاثة أيام ولديهم صلاتان واحدة عند الفجر والأخرى عند الغروب، ويحجون إلى مرقد سلطان إسحاق في قرية رديور في هورمان لهون، داخل إيران قرب الحدود العراقية.
ولدى الكاكئية عدة مزارات في العراق أبرزها وأقدسها (سيد هياس) ويقع في قرية وردك شرقي مدينة الموصل، فجره عناصر تنظيم القاعدة في أواخر سنة 2004، فتم إعماره لاحقا، ليقوم عناصر تنظيم داعش بتفجيره مجدداً في حزيران/يونيو2014، وبني مجدداً وافتتح في أواخر 2019.

واجه الكاكئيون طوال 19 عاما، خاصة في قرى محافظتي كركوك وديالى التي تشكل مناطق نزاع بين حكومتي بغداد واربيل، عمليات استهداف متكررة بسيارات مفخخة وهجمات مسلحة وعمليات قتل وخطف، من قبل جماعات تكفيرية، ما اضطرهم الى ترك العديد من قراهم التي لم يستطيعوا حمايتها في ظل عدم امتلاكهم لمليشيات مسلحة، متجهين الى المدن الكردية التي اندمجوا فيها اجتماعيا وثقافيا.
يعبر رجب، عن قلقه العميق حيال مستقبل معتنقي الديانة الكاكَئية، بسبب: “عدم الاعتراف بها في الدستور العراقي وعدم قبول ديانتهم وثقافتهم الخاصة، وكذلك التهديدات الأمنية بسبب وجود بقايا مسلحي تنظيم داعش قرب قراهم، الى جانب المشاكل المستمرة بين بغداد وأربيل بشأن ادارة مناطقهم، وهذه الأسباب تدفعهم الى النزوح، أو التصنع بانهم مسلمون حفاظا على أرواحهم”.
وأكد سعي الكاكئية للحصول على التمثيل في الحكومات المحلية أو مجلس النواب العراقي، لخلق التأثير والضغط الضروري لحمايتهم وحفظ هويتهم، غير أنه يستدرك :”لكن أولاً علينا الحصول على الاعتراف بوجود الديانة الكاكَئية (يارسان)! “.

وهذا الاعتراف صعبٌ جداً، كما يقول المؤرخ عبد الهادي الشكيب، الذي يؤكد بأن الأقليات التابعة للديانات “غير السماوية” والتي ينظر إليها على أنها كافرة “ليس فقط من قبل السلطات الحاكمة، بل أيضاً من قبل المجتمع المحيط”.
ويوضح “تعقد الأمر بعد 2003، وتفاقم وضع هؤلاء حين ظهرت الجماعات التكفيرية المسلحة التي عملت على قتلهم وخطفهم بتهمة الكفر، وبهدف زرع الرعب الذي مكنها من فرض سطوتها على مناطقهم، ومن بينهم الكاكئية الذين دمرت قراهم ومزاراتهم في سهل نينوى وتم الاستيلاء على أملاكهم بعد 2014″.
وكنتيجة لذلك، يلجأ الكاكئية إلى إخفاء معتقدهم ومزاولة طقوسهم الدينية بسرية تامة، ويتبعون ما يعرف ب(التقية)أي عدم ممارسة طقوسهم علناً، لحماية أنفسهم من الاستهداف. لكن مع ذلك وبسبب مظهر رجالهم المميز بامتلاكهم شوارب كثة، كان من السهل أن تستدل الجماعات المسلحة عليهم.

وقد تعرضت مناطق الكاكئية في السنوات التي اعقبت استعادتها من تنظيم داعش، لهجمات عديدة، حيث استغل التنظيم ضعف الانتشار الأمني فيها فشن هجمات أوقعت 16 قتيلا وفق مصادر كاكئية، وهو ما دفع ممثليهم للمطالبة بتشكيل قوة خاصة بهم او تكليف قوة مشتركة من الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم يحضون فيها بتمثل قوي لحماية مناطقهم، وهو ما لم يحصل الى الآن.
الى جانب ضعف الجانب الأمني، تواجه مناطق انتشار الكاكائية صراعا بين الكرد والعرب والتركمان بشأن عائدية الأراضي الزراعية، فضلا عن معضلة غياب الخدمات.
ترك الكاكائية لمناطق انتشارهم وتوجههم للعيش في المدن الكبيرة يعني فعليا انصهارهم في المجتمعات التي يغلب عليه الطابع الاسلامي كديانة، والكردي كقومية، وذلك ينذر بمخاطر مستقبلية على وجود المكون، بحسب ما أسرت لنا شخصيات كاكائية بارزة تحدثت الينا وطلبت عدم الاشارة الى اسمائها.

الصابئة المندائيون اندثار قريب
الصابئة ديانة توحيدية كانت منتشرة في وسط وجنوبي العراق، يؤمن اتباعها بالتطهر بالماء وتتواجد امكنتها المقدسة التي تسمى (المندي) بالقرب من ضفاف الأنهر للتعمد فيها، ولديهم كتاب مقدس يسمى (كنزا ربا).
لا توجد إحصائية بشأن أعدادهم، لكن شخصيات تتبع الطائفة قدرت أعدادهم بنحو 100 ألف شخص قبل 2003. انخفض الرقم بنحو 80% في العقدين الأخيرين مع هجرة غالبيتهم نحو الدول الأوربية هربا من الاستهدافات والتمييز المجتمعي، لتبلغ اعدادهم الحالية بين 15 و 20 ألف نسمة فقط.
خٌصص لهم مقعد واحد في البرلمان العراقي بنظام (الكوته) تنافس عليه ثمانية مرشحين في انتخابات عام 2021.

عدم وجود تعليم في المدارس العراقية او تثقيف بشأن طبيعة الديانات والمكونات العراقية، رسم صور وتصورات مغلوطة عن غالبيتها، وهو ما عانى منه الصابئة ايضا. فسوء الفهم داخل المجتمع حيال معتقدهم، فرض صورة خاطئة عنهم خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتم اتهامهم بممارسة السحر، وهو ما ينفيه وبنحو قاطع زعيم الطائفة في العراق والعالم الشيخ ستار جبار الحلو، الذي يؤكد بان ذلك محرم وفق معتقده.
ويدعو الحلو الجهات الأمنية والحكومية والشعبية لمنع ربط أسم الصابئة بأعمال السحر، ومحاسبة من يقومون بذلك لاستغلال الناس مادياً ومعنوياً مدعين أنهم من الصابئة، وهو ما يعود لنفيه وبشدة.
الباحث الأكاديمي عبد الجبار غازي نوح، يقول بأن مثل هذه الاتهامات الموجهة للصائبة تهدد امنهم وسلامتهم، وهو ما يدفعهم للهجرة حتى بات وجودهم مهدداً في العراق وهم الذين سكنوه منذ مئات القرون، وفق تعبيره.
ويبين نوح:”في وقت ضعفت فيه سلطة الدولة العراقية بعد احتلال البلاد من قبل القوات الأمريكية في 2003، لم يعد للأقليات الدينية من يحميها، وكثرت الشائعات بشأن معتقداتها، وهو ما استغلته الجماعات الدينية المسلحة سواءً الإرهابية كالقاعدة أو داعش أو الموالية للدولة لإستهدافها”.

حماية الأقليات وفرص البقاء
يرى باحثون ان الأقليات الدينية والعرقية مهددة بالزوال من ارضها التاريخية نتيجة هجرتها المستمرة، لأسباب عديدة بينها غياب دولة المواطنة على حساب دولة المحاصصة التي لا يساوى فيها الاقليات مع العرب أو الكرد وحتى التركمان، وفي ظل إهمالها من قبل الحكومات المتعاقبة واستهدافها من قبل الجماعات الدينية المتشددة.
لويس مرقوس أيوب، عضو مؤسس لتحالف الاقليات العراقية، يضع جملة من الشروط من أجل وقف هجرة الأقليات، وهي بتخصيص الحكومة، صندوق إعمار خاص بمناطق الأقليات لتعويضهم عما فقدوه من ممتلكات إثر غزو داعش في 2014، ومنح كوتا الأقليات حق النقض (الفيتو) على ما يقره مجلس النواب من قوانين وقرارات تمس حقوقهم الدينية والثقافية واللغوية والفكرية .
وأن يتولى أبناء الأقليات من المنتسبين في صفوف الجيش والشرطة العراقيين الملف الأمني في مناطقهم وليس قوات الحشد الشعبي أو قوات تتبع أي جهة سياسية، وفقاً لتعبيره.
ويرى تحالف الاقليات، ضرورة منحهم شكلاً إدارياً (نوع من الادارة الذاتية) يتيح لهم أن يكونوا مسؤولين عن إدارة مناطقهم، مع فتح قنوات للاستثمار فيها لأبنائهم ولمن هاجر منهم تحديداُ،
وتحييد مناطق المسيحيين والايزيديين من مظاهر إقامة الشعائر الدينية الشيعية ومن بناء الحسينيات فيها، وتفعيل قانون التعويض للنقص في الملاكات الوظيفية للمسيحيين ليكون من أبنائهم حصراً كما نص القانون. وتعديل المادة 26 من قانون رقم 3 لسنة 2016 (قانون البطاقة الوطنية) التي يقول أيوب أن فيها تمييزاً خطيرا بحق غير المسلمين من المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين، فهي تجبر الأطفال القاصرين ممن أسلم أحد ابويهم بأن يسجلوا مسلمين في السجل المدني، وكذلك تسمح لغير المسلم تغيير دينه، ولا تسمح للمسلم بذلك.
الى جانب تشريع قانون المكونات وفق المادة الدستورية (125) والتي تنص على “يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون”.
ويشك أيوب بعودة الأقليات المهاجرة أو في الأقل التقليل من هجرتهم إلا بتحقيق هذه الشروط، ونتيجة استمرار التطرف في العراق تجاه غير المسلمين بنحو عام، وحتى ضد المسلمين السنة “بسبب هيمنة الاحزاب الراديكالية الإسلامية الشيعية الموالية لنظام ولاية الفقيه الايراني”. وفقاً لتعبيره.
وينبه الباحث عادل كمال، إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات الأمنية بين حكومتي بغداد واقليم كردستان لكون معظم الأقليات تتواجد في المناطق التي تعرف بالمتنازع عليها بينهما، ومن بين تلك الاتفاقيات ما يتعلق بسنجار والتي وقعت في تشرين الأول أكتوبر 2020 وعرفت باتفاقية إعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع في سنجار، والتي لم تنفذ لغاية اليوم.

لأن من شأن تنفيذها وفقاً لكمال، أن :”تقنع النازحين بالعودة ووقف هجرة الإيزيديين، فضلاً عن إعادة بناء المنطقة التي مازالت حركة الإعمار فيها مشلولة بسبب تعدد القوى المسلحة والصراع والانقسام السياسيين فيها” .
ويدعو كمال، إلى عدم تغليب أقلية على حساب أخرى في سهل نينوى، ويقول:”من الواضح أن الشبك الشيعة بأغلبيتهم، يحظون بدعم كبير من قبل الحكومة العراقية، وذلك من خلال السماح لهم بامتلاك ميليشيا مؤلفة من أبنائها، وتفرض سلطتها المطلقة على سهل نينوى على حساب الأقليات الأخرى الساكنة فيه كالمسيحيين والايزيدية والكاكئية”.
• أنجز هذا التحقيق تحت إشراف شبكة نيريج، وبدعم من “صندوق دعم التحقيقات في شمال إفريقيا وغرب آسيا” ونشرت نسخته المختصرة على موقع درج.[1]
این مقاله بە زبان (عربي) نوشته شده است، برای باز کردن آیتم به زبان اصلی! بر روی آیکون کلیک کنید.
دون هذا السجل بلغة (عربي)، انقر علی ايقونة لفتح السجل باللغة المدونة!
این مقاله 871 بار مشاهده شده است
هشتگ
منابع
[1] سایت | عربي | www.bahzani.net
آیتم های مرتبط: 8
زبان مقاله: عربي
تاریخ انتشار: 31-12-2022 (2 سال)
حزب: داعش
زبان- لهجە: عربی
نوع انتشار: دیجیتال
نوع سند: زبان اصلی
کتاب: مهاجر
کتاب: حقوق بشر
کتاب: تروریزم
کشور - اقلیم: عراق
فراداده فنی
کیفیت مورد: 90%
90%
این مقاله توسط: ( هژار کاملا ) در تاریخ: 01-01-2023 ثبت شده است
این مقاله توسط: ( زریان سرچناری ) در: 03-01-2023 بازبینی و منتشر شده است
این مقاله برای آخرین بار توسط: زریان سرچناری در 03-01-2023 بروز شده است
آدرس مقالە
این آیتم با توجه به استاندارد كوردیپیدیا هنوز نهایی نشده است و نیاز بە بازنگری متن دارد.
این مقاله 871 بار مشاهده شده است
کوردیپیدیا پر اطلاعترین منبع اطلاعاتی کردی است!
زندگینامە
سوسن رازانی
زندگینامە
محمد اوراز
کتابخانه
افسانەهای لری
تصویر و توضیحات
گروهی از مبارزان کرد در مهاباد در سال 1983
اماکن باستانی
حمام پورناک
کتابخانه
غمنوای کوهستان
زندگینامە
هانا وکیل
کتابخانه
تذکره امرائی؛ گلزار ادب لرستان
زندگینامە
سارا خضریانی
زندگینامە
یوسف قادریان
زندگینامە
قطب‌ الدین صادقی
تصویر و توضیحات
سمکو همراه با سورمە خواهر مارشیمون و نیکیتین سفیر روسها
تحقیقات مختصر
مختصری از ایلام کهن کورد
تحقیقات مختصر
بمباران شیمیایی سردشت
اماکن باستانی
کلیسای گئورک مقدس
زندگینامە
هلیا برخی
تصویر و توضیحات
مهاباد ، سال 1338 ، مدرسه سعادت (واقع در کوچه شافعی بین خیابان مخابرات و جام جم ، منزل کنونی خانواده نجم زاده)
تحقیقات مختصر
آیا میرزا کوچک خان جنگلى کورد است؟
کتابخانه
دریاچه شاهی و قدرتهای بزرگ؛ پژوهشی در کشتیرانی دریاچه ارومیه (عصر قاجاریه)
تصویر و توضیحات
ورود افراد باشلوار کردی ممنوع
تحقیقات مختصر
شاهان شبان و پنج قرن حکومت کوردها بر مصر
اماکن باستانی
پل قلعه جوق
اماکن باستانی
پل پنج چشمه
اماکن باستانی
قلعه سیاه
زندگینامە
روژین دولتی
زندگینامە
فریدون بیگلری
زندگینامە
سامان طهماسبی
کتابخانه
جغرافیای لرستان
تصویر و توضیحات
حاج رحیم خرازی همراه با همسر و فرزندانش
تحقیقات مختصر
بمباران شیمیایی حلبچه

واقعی
زندگینامە
لاری کرمانشاهی
22-10-2022
شادی آکوهی
لاری کرمانشاهی
زندگینامە
فرخ نعمت پور
06-02-2023
شادی آکوهی
فرخ نعمت پور
زندگینامە
مریم بوبانی
31-03-2023
سارا سردار
مریم بوبانی
زندگینامە
محمد سعید نجاری
14-08-2023
شادی آکوهی
محمد سعید نجاری
اماکن باستانی
قلعه کاظم داشی
18-07-2024
شادی آکوهی
قلعه کاظم داشی
موضوع جدید
زندگینامە
عیشان خودیدا خلف دربو
24-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عمشە سعید اسماعیل
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عمشە علی رفو
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عمشا سلیمان عیدو سلو
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
علی عمر عرب
23-07-2024
سارا سردار
اماکن
غار جوجار، غار شگفت انگیز کرمانشاه
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عفاف ایلیاس هبو
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عزیزا خالد علی
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عزیز مراد الیاس بکر
23-07-2024
سارا سردار
زندگینامە
عزیز دخیل عبدو حسین
23-07-2024
سارا سردار
آمار
مقالات 525,634
عکس ها 106,448
کتاب PDF 19,790
فایل های مرتبط 99,646
ویدئو 1,449
زبانها
کوردیی ناوەڕاست 
301,349
Kurmancî - Kurdîy Serû 
88,756
هەورامی 
65,744
عربي 
28,846
کرمانجی - کوردیی سەروو 
16,307
فارسی 
8,547
English 
7,168
Türkçe 
3,571
Deutsch 
1,458
Pусский 
1,123
Française 
321
Nederlands 
130
Zazakî 
85
Svenska 
56
Հայերեն 
44
Español 
39
Italiano 
39
لەکی 
37
Azərbaycanca 
20
日本人 
18
עברית 
14
Norsk 
14
Ελληνική 
13
中国的 
11
گروه
فارسی
زندگینامە 
2,936
اماکن 
1,915
شهدا 
1,035
کتابخانه 
793
تحقیقات مختصر 
554
اماکن باستانی 
411
تصویر و توضیحات 
290
آثار هنری 
188
شعر 
169
مدارک 
71
موزه 
39
احزاب و سازمان ها 
38
نقشه ها 
31
منتشر شدەها 
17
تاریخ و حوادث 
16
تصویری 
14
دفترها 
11
آمار و نظرسنجی 
10
مسائل زنان 
4
ایل - قبیله - فرقه 
3
متفرقه 
2
بازی های سنتی کوردی 
1
کوردیپیدیا پر اطلاعترین منبع اطلاعاتی کردی است!
زندگینامە
سوسن رازانی
زندگینامە
محمد اوراز
کتابخانه
افسانەهای لری
تصویر و توضیحات
گروهی از مبارزان کرد در مهاباد در سال 1983
اماکن باستانی
حمام پورناک
کتابخانه
غمنوای کوهستان
زندگینامە
هانا وکیل
کتابخانه
تذکره امرائی؛ گلزار ادب لرستان
زندگینامە
سارا خضریانی
زندگینامە
یوسف قادریان
زندگینامە
قطب‌ الدین صادقی
تصویر و توضیحات
سمکو همراه با سورمە خواهر مارشیمون و نیکیتین سفیر روسها
تحقیقات مختصر
مختصری از ایلام کهن کورد
تحقیقات مختصر
بمباران شیمیایی سردشت
اماکن باستانی
کلیسای گئورک مقدس
زندگینامە
هلیا برخی
تصویر و توضیحات
مهاباد ، سال 1338 ، مدرسه سعادت (واقع در کوچه شافعی بین خیابان مخابرات و جام جم ، منزل کنونی خانواده نجم زاده)
تحقیقات مختصر
آیا میرزا کوچک خان جنگلى کورد است؟
کتابخانه
دریاچه شاهی و قدرتهای بزرگ؛ پژوهشی در کشتیرانی دریاچه ارومیه (عصر قاجاریه)
تصویر و توضیحات
ورود افراد باشلوار کردی ممنوع
تحقیقات مختصر
شاهان شبان و پنج قرن حکومت کوردها بر مصر
اماکن باستانی
پل قلعه جوق
اماکن باستانی
پل پنج چشمه
اماکن باستانی
قلعه سیاه
زندگینامە
روژین دولتی
زندگینامە
فریدون بیگلری
زندگینامە
سامان طهماسبی
کتابخانه
جغرافیای لرستان
تصویر و توضیحات
حاج رحیم خرازی همراه با همسر و فرزندانش
تحقیقات مختصر
بمباران شیمیایی حلبچه
پوشه ها
اماکن - توپوگرافی - دامنه تپه اماکن - محل - محلە اماکن - محل - شهرک اماکن - زبان- لهجە - ک. جنوبی اماکن - شهرها - سلیمانیە اماکن - کشور - اقلیم - جنوب کردستان شهدا - حزب - یگان های دفاع کردستان (مردم YPG - زنان YPJ - شنگال (YBŞ) شهدا - جنسیت - مرد شهدا - زبان- لهجە - ک. جنوبی شهدا - شهر و شهرستان (مکان تولد) - ماکو

Kurdipedia.org (2008 - 2024) version: 15.67
| تماس | CSS3 | HTML5

| مدت زمان ایجاد صفحه: 0.719 ثانیه