د. ابراهيم خليل العلاف
قبل (46) سنة ، انجزت رسالتي للماجستير وناقشتها وكانت بعنوان (ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922) . وكان مما وقفت عنده موقف الموصل من ترشيح الامير فيصل بن الشريف حسين شريف مكة ملكا على العراق وكان موقفا مؤيدا ، ومرحبا ، وايجابيا
وقد دعي لحضور حفلة التتويج يوم 23 -08- 1921 في ساحة القشلة ببغداد وفود من كل المدن العراقية ومن هذه الوفود (وفد الموصل ) وقد تحدثت الصحف ومنها جريدة (الموصل) الموصلية كما ترون الى جانب هذه السطور عن الوفد وذكرت الاسماء وقد حضر الوفد الى بغداد واشترك في حفل التتويج .
كان وفد الموصل يضم شخصيات من مدينة الموصل ومن الاقضية والنواحي من شيوخ العشائر ومن علماء الدين من مختلف الاديان ومن التجار والمثقفين كان وفدا جامعا لكل سكان الموصل آنذاك .
وكما ترون في جريدة (الموصل) المرفقة عدد يوم الاثنين 22-08- 1921 ، وقد اسمته (اليوم العظيم ) وتقصد يوم (23-08- 1921) :”غدا ينادى في بغداد بسمو الامير فيصل ملكا دستوريا ديموقراطيا على العراق ..غدا يقيم الشعب العراقي دعامة الحكومة الوطنية الدائمة فتدوي ارجاء القطر العراقي بأدعية النصر ، والتأييد ، والابتهال ، وتتجسم عواطف الشعب الوطنية في شخص ملكنا المفدى صاحب الجلالة فيصل الاول المعظم .فالامة العراقية الكريمة يا ملكنا المحبوب تضع اليوم آمالها فيكم وتوجه نظرها اليكم وتطلب من جلالتكم مقابل التاج ما هو أسمى من التاج ...العدل ...العدل في الاحكام ...العدل في كل شيء ؛ فان هذا اساس الملك وركن الحياة الدستورية الجديدة « .
وجاء في جريدة (الموصل) ان وزارة الداخلية خصصت (25) موقعا للواء الموصل في حفل التتويج ؛ فمن مدينة الموصل دُعي كل من فضيلة القاضي الاستاذ احمد افندي الفخري ، وسيادة المطران مار يعقوب اوجين نيابة عن بطريارك الكلدان وسيادة نقيب اشراف الموصل السيد عبد الغني النقيب والمونسنيور يوسف غنيمة ، والسيد فتح الله افندي سرسم نائب مشاور الموصل ورئيس البلدية السيد امين افندي آل المفتي والاستاذ عبد الله افندي النعمة وغبطة البطريارك مار شمعون بطريارك الاثوريين وسيادة المطران مار تيموثاوس والسيد نامق افندي ال قاسم اغا وسيادة المطران توما سريان قديم والسيد مصطفى جلبي الصابونجي ووكيل سيادة مطران السريان الكاثوليك المونسنيور بهنام قليان وسعيد بك امير الشيخان عن اليزيدية وناظم العمري والحاج امين بك الجليلي والحاج ضياء بك ال شريف بك والاستاذ سليمان فيضي افندي والدكتور يحيى بك سميكة رئيس الصحة في الموصل بالنيابة عن الحاخامباشي حاخام اليهود وممثلا عن الطائفة الموسوية ومن الاقضية الشيخ نوري البريفكاني من رؤساء دهوك و السيد عبد القادر اغا من عقرة والسيد محمد اغا بن شمدين اغا رئيس عشيرة السليفاني - زاخو والسيد عبدالله السيد وهب من تلعفر والشيخ ادهام عن عشيرة شمر والشيخ سليمان اغا بن احمد اغا السعدون رئيس عشيرة الجرجرية وقد سافر قسم من الوفد صباح يوم السبت 21-8-1921 وبارحنا الباقون يوم الاحد .
كان وفد الموصل كما قلت في الصفحة (451) من رسالتي للماجستير عن ولاية الموصل كبيرا وضم عددا من وجهاء الموصل ورؤساء الطوائف المختلفة ورؤساء العشائر العربية والكردية واليزيدية ومن المسلمين والمسيحيين واليهود .
الشيء الجميل ان شباب الموصل ومثقفيها ابوا الا ان يكون لهم وفد خاص بهم سموه (وفد الشبيبة ) مؤلف من امين بك الجليلي رئيسا وعضوية ثلاثة من الموصليين الموجودين في بغداد انذاك وهم مولود مخلص وسليمان فيضي ومصطفى العمري ومن الطريف ان جريدة (الموصل ) اشارت الى ان امين بك الجليلي وهو من رجالات الموصل قد سافر الى بغداد لحضور حفل التتويج .كما اوردت اسم سليمان فيضي ضمن الوفد الرسمي ايضا كما ترون في الجريدة المرفقة .
وكان السيد محمد رؤوف الغلامي مؤسس مقهى الحمراء وهو المقهى الذي اخذته الحركة الوطنية مكانا لاجتماعهم وكان يقع في محلة السراي خلف بناية البريد قد ابرق لهم في 20-08- 1920 بخبر انتخاب المقهى لهم لعضوية وفد الشبيبة في حفل التتويج تتويج فيصل ملكا وقد احتفلت الموصل بيوم التتويج ورفعت العلم العربي وعقدت الاجتماعات والقيت الكلمات وكلها كانت تؤكد على موقف الموصل من الملك فيصل وكانت الاحتفالات تنتهي بالهتاف ثلاثا للملك فيصل وللعراق العظيم .[1]