انة المرأة في الحضارة الخورية (الهورية) (1 – 2)
مهدي كاكه يي
الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020-11-10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مكانة المرأة في الأديان الكوردية (6)
لعبت المرأة دوراً كبيراً في المجتمع الخوري الى جانب الرجل وكُنّ آلهات وملِكات وأميرات. في هذا المقال نشير الى بعض الإلاهات الخوريات.
(هیپات Hîpat): هي إبنة الإلهة (أللاتوم) ألّاني، رفيقة (تيشوب حلب). لقد استعار العبريون كُنية هذه الإلهة في زمن النبي إبراهيم كما نراها في كتاب العهد القديم بصيغة (حوّا) والتي قام المسلمون بِدورهم بإقتباس هذه الكلمة من التوراة وأصبحت في القرآن بصيغة (حواء) (19). كانت الإلهة (هیپات) عضوة في المجمع الإلهي الخوري لمدينة (خاششو) منذ الألف الثالث قبل الميلاد، حيث كانت الإلهة المحلية للمناطق الممتدة من مدينة (نوزي) (مدينة كركوك الحالية) شرقاً الى دولة (كيزواتنا) غرباً والتي تقع في إقليم شمال كوردستان (19). أدخل الملوك الميتانيون إسم هذه الإلهة ضمن أسماء كريماتهم في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، على سبيل المثال الأميرتان (گیلو خیپا) و (تادو خیپا) اللتان تزوجتا فراعنة مصر. الأميرة (تادو خیپا) قد تمّ تغيير إسمها الى (نفرتيتي) بعد زواجها من الفرعون المصري (أمنحوتپ الرابع Amenhotep IV)، (حكمَ من عام 1353 الى عام 1337 قبل الميلاد) والذي غيّر إسمه فيما بعد الى (أخناتون) (19).
شاووشكا Šawuška : كانت من أهم إلاهات المجمع الإلهي الخوري (q). ظهر إسمها لأول مرة كمعبودة في المناطق الشمالية الواقعة شرقي نهر دجلة في عصر سلالة أور الثالثة (r) وكانت توازي الإلهة (نيننتي) التي بإسمها بُنيت مدينة نينوى التي أُعتبرت المركز الرئيسي لعبادتها. كانت (شاووشكا) إلهة الحُب وتُعاقِب الأعداء والمجرمين وكانت شهوانية (20). إنتقلت عبادتها من خلال تأثير مملكة ميتاني (1240-1500 قبل الميلاد)، في جميع أنحاء الدولة الهيتية (الحثية) (1344 - 1245 قبل الميلاد) (21).
كانت تصاحب (شاووشكا) آلهات عديدة معروفة بأسماء خورية، مثل شينتال – ڤوری (ذات العيون السبعة) وشينتال – إرتي (ذات النهود السبعة) و شينان – تاتو كارني (ذات الحُب الإزدواجي) (s). أصبحت (شاووشكا) الإلهة الرئيسية في كثير من المدن، مثل آشور وأربيل وأرابخا وكانت هذه الإلهة تترأس مع الإله (تيشوب) المجمع الإلهي في (ألالاخ) و أوگاريت (t).
الإلهة نيگال: في (أوگاريت)، الى جانب إله الشمس وإله القمر، لعبت الإلهة الخورية (نيگال) دوراً مهماً، وهي كانت تعادل الإلهة السومرية (نينگال) (السيدة العظيمة) حيث أنها بِدورها كانت عضوة في المجمع الإلهي الخوري وكانت بعض الأميرات الهيتيات (الحثيات) تحمل أسماء هذه الإلهة، مثل (نينگال - ماتي) و(أسمو - نينگال) وكان يتم تقديم القرابين لها في كل من معبد (كيزواتنا) و (يازلي قيا) (22)
نَساتيا (ناهايثيا): كانت هذه الإلهة الميتانية مسؤولة عن تأمين الغذاء والإنتاج (23).
كانت النساء الخوريات المتنبئات (النبيات) يقمن بِدور مهم في التكهن، حيث شوهدت نصٍّ خوري مُركّب من ستة ألواح، يتحدث عن كاهنة قارئة التعاويذ، إسمها (أللاي توراخخي) من مدينة موكش (ألالاخ)، كانت تخدم في المعبد من أجل علاج الناس المصابين بالسحر (24).
مع مطلع عصر التدوين وظهور السيادة الأبوية في مجتمعات المدن الزراعية، ظهرت أساطير تدعم سلطة الرجل على حساب الأساطير الأمومية، وبناءً على هذا التغيّر، تربّع الإله (كوماربي) على عرش المجمع الخوري في كوردستان، كما كان الإله (إنليل) قد تربّع على عرش المجمع الإلهي السومري، حيث قام السومريون بتقسيم تاريخهم السياسي بأمرٍ منه ومن أعضاء مجمعه الإلهي، الى مرحلتَين، مرحلة ما قبل الطوفان ومرحلة إنحسار المياه من على وجه الأرض (25).
[1]