ترجمة/ بهاءالدين حلال
البروفيسور ممتاز توركن اكاديمي و هو كاتب افتتاحيات الصحف البارزين في تركيا وخاصة في صحيفة تودي زمان و يمارس عمله ايضاً كأستاذ جامعي في جامعتي غازي و فاتح،التقته كولان ومن خلال اجابته على اسئلتها سلط الأضواء على جانب من القضية الكوردية و سبل معاجتها:
*بأعتبارك احد الأكاديميين ممن يهتمون بالقضية الكوردية في تركيا ، ماهو تقييمك لعملية السلام الحالية في تركيا،خاصة وان PKK يتعاطى بأيجاب مع العملية؟
- لقد طرأت تغييرات كبيرة على الأوضاع الراهنة،خاصة ان كورد سوريا يعيشون في وضع خاص،لذا على ضوء الظروف المستجدة و تقييم مختلف للمسائل من قبل PKK نرى ان الأخير خطى بشكل ايجابي نحو تغيير ستراتيجي وهذه الستراتيجية الجديدة تتلائم مع ارادة تركيا، وعلى هذا الأساس توصلت تركيا مع PKKالى اتفاق و تفاهم مشترك،كما انّ على الكورد في اقليم كوردستان و سوريا و تركيا وضع مصالحهم القومية المشتركة فوق كل الاعتبارات،لذا اعتقد ان PKKغيّر ستراتيجيته وفق تلك المصالح المشتركة،ومن هذا المنطلق نجد ان العملية تسير بأتجاهها الصحيح.
*الجميع رحب بالمصالحة بين الحكومة التركية و PKK ترحيباً ايجابياً باعتبارها حل للقضية الكوردية في تركيا،ولكن هناك من داخل تركيا منْ يقول ان حل القضية الكوردية مرهونة بتغيير الدستور اذاً كيف ترى سير عملية السلام و حل القضية الكوردية في هذا البلد؟
- قبل ربط حل القضية الكوردية في تركيا بالدستور، اعتقد انَّ حلها مرهون بأرادة الشعب من خلال دعمه الكامل للحلول السلمية،لذا لايمكن شرح و تفسير مثل هذه القضية( القضية الكوردية) من خلال الدستور،وانما عبر ارادة الجماهير،وما الاحظه الآن انّ ارادة الشعب في تركيا هي بأتجاه التعايش المشترك، و لهذا لو استمرت هذه الأرادة و تعمقت ستؤدي بالنتيجة الى حل القضية بشكل يرضي الجميع،وبالنسبة الى الدستور اعتقد اننا نستطيع وضع دستور تنعكس فيه الأرادة المشتركة لتوجهات الشعبين التركي و الكوردي،كما ان سبيل ذلك واضح جداً، تغيير الدستور و كتابته يتطلبان اصدارقانون تراعى فيه مصالح عموم المواطنين،و ذلك من خلال ايلاء اهتمام بآراء و وجهات نظر الكورد وبذلك يمكن اعداد و اصدار دستور متكامل يصبح رمزاَ للسلام و الوئام بين ابناء الشعب جميعاً.
* نسمع كثيراً من الأوساط التركية وهي تنظر الى قضية PKK كأنها مسألة ارهابية وليست كحل لقضية معينة،وهل ترى بالأمكان الفصل بين المسألتين؟
- لولا المشكلة الكوردية لماكان هناك قتال و عنف و في الوقت ذاته لم يكن هناك الأرهاب،ولكن الحكومة التركية لاتنظر الآن الى المسألة بمنظور الأرهاب،وهذا هو دليل على رغبتها في الحل،الجميع على قناعة تامة بأن هناك قضية في تركيا و هي القضية الكوردية،و لقد تم اتخاذ خطوات مناسبة بصددها وفق قرارات من قبل الحكومة في عام 2009 ولكنها تراجعت عنها بعد ذلك العام،اما القضية الكوردية فهي الآن قضية حيوية لايمكن تجاهلها مطلقاً،والخطوات اللاحقة بشأن هذا الموضوع سوف تتحول الى صيغة قرارات و يتمتع كل الأفراد بالحقوق القومية بما فيها التعليم باللغة الأم،و تليها اجراءات بهدف حل القضية بشكل يرضي الجميع.
*كانت نية اقليم كوردستان في هذه العملية هي حل القضية الكوردية في تركيا بشكل سلمي،بأعتقادك الى اي حد سوف يكون لمساعي اقليم كوردستان تأثير على هذا الجانب؟
- لقد بذل اقليم كوردستان و على رأسه السيد مسعود بارزاني رئيس الأقليم و السيد نيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة جهوداَ مضنية من اجل ان تلقى عملية السلام في تركيا النجاح،وهذا نابع من التوجه السليم للرئيس البارزاني في حل القضية الكوردية في هذا البلد،وفي الحقيقة انه التوجه اصبح جزءاً من السياسة المتبعة في اقليم كوردستان ازاء القضية الكوردية في تركيا،و هذا التوجه يؤكد على حماية الأمن و الحفاظ على مصلحة الكورد في تركيا عبر السلام و الوفاق،وعلى هذا الأساس اتخذ السيد نيجيرفان بارزاني خطوات حثيثة نحو تعزيز المصالح المشتركة بين الكورد و الأتراك و حثهما على التقارب من اجل حل مشكلاتهم و التوصل الى حقيقة وهي ان كل مايضر الأتراك هو في الوقت ذاته يضر الكورد ايضاً.
لقد ادركت حكومة تركيا اليوم برئاسة اردوغان هذه الحقيقة،وكان هذا سبباً لنجاح مهمة السيد نيجيرفان بارزاني،كان ذلك عاملاً في نجاح جهود انقرة واربيل و تحقيق نتيجة ترضي عموم الأطراف،ولكن في كل الأحوال فإن اقليم كوردستان لعب دوراً رائداً و متميزاً وهو محل تقدير و ثناء.
* لأنجاح عملية السلام في تركيا، من سيصبح شريكاً مع الحكومة التركية؟
- اعتقد انّ الحكومة التركية لاتستطيع اختيارالشريك بل ان الكورد هم الذين يختارونه،لأن هناك عدداَ كبيراَ من الكورد في تركيا عدا PKK يستطيعون تمثيل الشعب الكوردي و يمارسون حقوقهم الديمقراطية اذا سمحت الظروف و ساد الهدوء و السلام،و حتماَ ان هذا بحاجة الى مزيد من الوقت،و ما نلاحظه الان ان القتال توقف للتو و الكل بأنتظار تهيئة اجواء سياسية و ديمقراطية جديدة في تركيا،ويترتب على ذلك اتاحة فرصة للكورد لأنهم يستطيعون ممارسة السياسة و لايمكن ان يخطأوا لو توفرت امامهم فرص العمل الديمقراطي و يكون لهم ممثلون في الأوساط السياسية و المدنية وادارة امورهم بأكمل وجه.[1]