ياسين الحديدي
عند الحديث عن استخراج النفط في كركوك وتوافقا مع مقالات الاستاذ والخبير النفطي العنزي الذي اتحفنا بالجديد والتوثيق الذي يكاد ان يكون مفقودا في ارشيف نفط كركوك الا النزر اليسير وان وجد فلم تمتد اليه ايدي الباحثين لتنقيحه وتجميعه في ارشيف النفط هذه اللعنة الكبيرة الكبيرة التي حلت بالمدينة منذ يوم اكتشافه عام 1927 حيث انفجار البئر الاول في باباكركراوبابا كور كوروهو الصحيح ومن يومه لم ننعم بخيره لحد الان التكالب والصراع من الاجل الاستحواذ عليه والانتفاع من خيراته من قبل القادمين من خارج حدود الوطن ونحن لم نجني منه (أهل كركوك) غير سيول من الدماء مهدورة و قرابين لا اول لها ولا اخير ومستمرين كرهنا هذه اللعنة السوداء والتمني بجفافها وازالة اللعنة عنا والتشفي من الذين سخروا علمهم والتكنولوجيا النفطية لصالحهم مقابل قتلنا والنفور والتشرذم فيما بيننا ان هذه المدينه التي يقال عنها مدينة الذهب الاسود والتي تطفوا علي بحر من النفط ينخرها النفط وحولها الي مدينة لاامان فيها و تأكل ابنائها والنخرة تأكل جدرانها ومعالمها لانشغال القوم بسك السكاكين والتئازيربالشواجير وكل يريد ان يثبت وجوده علي حساب الاخر بتغذية من المستفيد لكي يبقي صمام الامان مغلقا باتجاهم ومنزوع اتجاه ابناء جلدته هذا ماصنعته حضارة النفط لنا ناسين متناسين ان ابائنا واجدادنا شيدوا اعظم الامبرطوريات والدول والحضارات من دون النفط والدولارات واشاعت القيم الاخلاقية السامية والقيم الانسانية النبيلة علي اي حال اكتشف النفط وتدفق وبدأ الانكليز بسرقته دون ملل والعراقيون ينظرون في وجل ,وفي مرحلة العمل والاستكشاف رفض العرب والكرد والتركمان العمل في شركة نفط العراق لان العمل مع الكفارحرام حسب الفتاوي التي اصدرها احد رجال الدين في ذلك الوقت ومن الطريف ان الانكليز كانوا لايقبلون توظيف المسلم لوحده بل كانوا يطلبون منه ان يحلب ثلاثة اشخاص اخرين اخوانه اصدقائه اقربائه ليتوظفوا معه ومن اجل كسب عقول الكركوليين وقلوبهم قاموا بحيلة انكلزية حاذقة لتنفيذ هذا الكسب نظموا مقاولة عمل رست علي احد وجهاء كركوك لنقل تله قريبه من المنشئات النفطية التي يعملون فيها الي منطقة تبعد 150 متر عن موقع التلة بحجة انها تعيق جمع المقاول 200 عامل من العرب والكرد والتركمان بداء العمل بجد وهمة وفي احد الايام طلب المشرفالانكليزي علي العمل مستر لويس من المقاول مضاعفة عدد العمال وطلب منه ان يعمل علي توظيف ابن او شقيق رجل الدين الذي اصدر الفتوي مراقبا للعمال ويضعف له الاجور نجح المقاول في تعيين ابن رجل الدين باجر يمي قدره نصف دينار بحجة انه يعمل لدي مقاول مسلم وليس عند الانكليز خلال شهرين وبعمل متواصل نقل العمال تراب التلة كاملة الي الموقع المخصص عندما جاء المستر لويس استشاط غضبا وصاح ان الموقع الذي نقل اليه تراب التلة خطأ جدد المقاولة وطلب نقل التراب الي موقع يبعد 150 مترا غرب الموقع الاول فرح العمال وزادت اجرة المراقب ابن رجل الدين الي الضعف وكذلك العمال وبداءت مظاهر التحسن المعيشي تظهر علي العمال وعوائلهم واطفالهم وفي احد خطب يوم الجمعة شرح رجل الدين الذي اصدر الفتوي الاولي بان فتواه السابقة لاتشمل اصحاب الكتاب وبما ان الانكليز هم من اصحاب الكتاب فان طعامهم حلال لنا وهكذا كسب الانكليز العمال ورجل الدين وبداء اهل التوجة للعمل في الشركة وبصحبتهم ثلاث وتداولو كلمة فور مان التي اصبحت مشاعة وتعني 3+1=4 هذه الحكاية السمفونية وردت في عدة مصادر ومنها مجلة سومر وكانت متدوالة الي نهاية الخمسنيات وتبقي كركوك الاعز الي القلوب من الجميع رغم التجاذبات والشعب الكركوكلي متاخي رغم مايحاول المرتزقة علي السياسة من دق اسفين الخلافات فهي مردودة عليهم.[1]