=KTML_Bold=القيادات الكوردية وبؤس القراءات السياسية.؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
عبد الحكيم بشار نموذجاً فاقعاً عن الحالة الكوردية في اكتشافه الأخير بأن (PYD) ليس حزباً كوردياً.
توطئة وتمهيد للموضوع؛ بدايةً ما زلت أكن للرجل (السيد عبد الحكيم بشار) نوع من المودة والمحبة وذلك على الرغم من اختلافنا في العديد من المسائل والقضايا السياسية، بل أعتبره أكثر قرباً إلي وإلى أفكاري من العديد من رفاقي القدماء في الحزب الديمقراطي الكردي (الكوردستاني). وثانياً حاولت أن أتجنب الاصطدام أو حتى الالتقاء والتقاطع معه _لا نظرياً_ من خلال القراءات السياسية وتخبطات الرجل وخاصةً في المرحلة الأخيرة ونشاطه مع قوى المعارضة السورية ومنها مثلاً “قضية الكرافتات” ولا حتى واقعياً؛ أي الالتقاء به في أي محفل أو نشاط وللحقيقة فإن الرجل لا يريد ذلك أيضاً _وربما أكثر مني_ ولكلٍ منا أسبابه ومنطلقاته ومبرراته، لسنا بوارد ذكرها؛ كون
المقال لقراءات أخرى وهنا لا يسع المجال لذكر هذه القضايا.
لكن ما دعاني اليوم إلى هذه القراءة والرد المباشر وبالاسم، فإنه يعود لأكثر من سبب؛ أولاً القراءة السطحية والساذجة للواقع السياسي الكوردي وتحديداً رؤيته وتحليله للواقع السوري وما يمارس اليوم في المناطق الكوردية ولمجل واقع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) _تحديداً_ وكذلك تلميحه وبشكل شبه مباشر لقراءتي عن الواقع السياسي والحركة الوطنية الكوردية واعتبار حزب العمال الكوردستاني جزء من الحركة الوطنية الكوردية فها هو في مقاله الأخير _والذي سنخضعه لهذه القراءة_ يقول: “..وبناء عليه يجب النظر الى الاتحاد الديمقراطي على انه حزب غير كردي وليس له اية اجندة كردية انما ظاهره واعضاءه ووقوده هم الشباب الكرد واستنادا عليه فان التعامل كأمر واقع لا نستطيع تجاوزه حاليا مع الاتحاد الديمقراطي قد يكون عملا سياسيا براغماتيا مقبولا اما الانطلاق من كونه جزء من الحركة الوطنية الكردية فهذا قمة السذاجة والتبسيط والتسطيح في الوعي والافق السياسي“. إنه يقول كل ذلك ومع العلم لم يحدد (أي السيد عبد الحكيم) كيف سيتعامل مع “طرف ليس كوردياً” وبطريقة “سياسية براغماتية” ولأجل القضية الكوردية، بل ولإدارة المناطق الكوردية وباسم الكورد والكوردايتية.
والآن لندخل صلب الموضوع أو المقال الاشكالي؛ لقد كتب السيد عبد الحكيم بشار وهو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومسئول ملف العلاقات الخارجية في الحزب المذكور _أي على رأس الدبلوماسية الكوردية_ مقالاً بعنوان: (حول ماهية PYD) يحاول فيه التعريف بحزب الاتحاد الديمقراطي وهويته وكينونته وبطريقة حسابية مدرسية بسيطة ومتسرعة جداً _وللأسف_ وكما يقال ((المكتوب من عنوانه ببين)) حيث يوحي للقارئ؛ بأن هناك خلل في معرفتنا لهذا الحزب السياسي ووحده السيد الحكيم “وصل إلى الاستنارة” وبالتالي سوف يدلنا إلى طريق الخلاص فها هو يقول في بداية المقال “لاتزال كل نداءات وبيانات بل واستغاثات المجلس الوطني الكردي وكذلك تحليلات مسؤولي الحركة الوطنية الكردية ومنهم مسؤولين كبار في حزبنا ومعظم المثقفين ينطلقون من ثوابت خاطئة جدا حين المقاربة في التحليل والتعاطي مع ملف الpyd” بل إنه يؤكد على “حقيقة جديدة” مكتشفة من قبله وتقول “ففي الوقت الذي يعتقدون باستعمالهم لبعض الجمل والمفردات القديمة والمملة والتي سئم منها الشارع الكردي وهي عبارات كانت الحركة والمثقفين تتعاطي مع مثيلاتها حين انتقادهم للنظام تلك الجمل التي تقدم هدية سياسية ثمينة لل pyd فانتقادات الحركة ومسؤولين من حزبنا لهم تقول –ان هذه الممارسات التي تقوم بها الاتحاد الديمقراطي لا تخدم وحدة الصف الكردي التي نحن بامس الحاجة لها ويذهب اخرون ليقولوا ولا تخدم المصلحة الكردية العليا-“. إننا لا نريد أن نذكره من منا كان يقدم مثل تلك القراءات البسيطة والساذجة و“المجانية” للنظام السوري وذلك عندما كان النظام ما زال قوياً في المناطق الكوردية ومن حاول “دحش” الحركة الكوردية في خانة النظام في صراع الثمانينات مع الإخوان المسلمين بينما اليوم يركض لإرضاء الأخيرين.
لكن حقيقةً ما يحز في النفس بأن تدعي وزوراً باسم الشارع؛ بأن تلك الدعوات لوحدة الموقف والصف الكوردي باتت “مملة وسئم منها الشارع الكوردي” ونحن الذين رأينا خروج مئات الآلاف وفي كل المناطق الكوردية _ولأول مرة_ وذلك احتفاءً واحتفالاً بوحدة الصف والكلمة الكوردية وذلك بعيد الاعلان عن اتفاقية هولير وتأسيس الهيئة الكوردية العليا وبرعاية مباشرة من السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان (العراق) وبالتالي يحق لنا أن نسأل: تحليل من منا يتسم بالبساطة والسذاجة وهو الذي يقول في مقاله المذكور “ان هذا التحليل البسيط والساذج والذي ينطلق من ارضية واضحة ارضية تستند على اعتراف واقرار تلك الشخصيات ان الاتحاد الديمقراطي هو حريص على وحدة الصف الكردي وعلى المصالح العليا للشعب الكردي وان هذه الممارسات فقط لا. تنصب في تلك الخانة لذا يكفي تذكير الpyd بالمصالح العليا للشعب الكردي ووحدة صفوفه حتى تكف ال pyd عن تلك الممارسات لان لوحدة الصف الكردي ومصالحه أهمية قصوى ان هذا التحليل السطحي ورسم الاستراتيجيات على ضوئها جعل من الحركة والمسؤولين يرتكبون الاخطاء تلوى الاخرى والامور تسير من سيء الى اسوء وسوف تتصاعد الى ماهو أسوء بكثير اننا بحاجة الى اعادة النظر الى مقاربة جديدة لل pyd مقاربة قادرة على القراءة لما بين السطور بل الى التمعن الدقيق في السطور انفسه من خلال جملة اسئلة نطرح على انفسنا ونبحث عن اجوبة تستند على المعطيات والحقائق لا الى العواطف والمشاعر والادعاءات التي يسوقها ال pyd “.
للأسف إنه يميع الموضوع وذلك من خلال الادعاء والخلط بين المطلوب كوردياً وبين الواقع السياسي على الأرض؛ حيث لم يدعي أحد _إلا مناصري تيار العمال الكوردستاني_ بأن حزب الاتحاد الديمقراطي “حريص على وحدة الصف الكردي وعلى المصالح العليا للشعب الكردي” وذلك على قدر ما تدخل ضمن أجنداته السياسية وخدمةً لمصالحه الحزبوية _وللأسف_ حيث الحركة الوطنية الكوردية ما زالت قاصرة في قراءاتها الاستراتيجية القومية وتتعامل مع القضية الكوردية من خلال منظور أيديولوجي حزبي ضيق وبالتالي إنها تدخلنا _نحن الكورد_ في صراعات نعتقد لم يحن بعد وقتها حيث الأولوية يجب أن تكون لقضية تحرر شعبنا وليس للسلطة والنفوذ ولهيمنة الأيديولوجية السياسية ولكن الواقع السياسي للحركة الوطنية الكوردية وانقساماتها المؤدلجة بين محاور متعددة (قومية راديكالية، ديمقراطية ثوروية وريثة الشيوعية والغيفارية وأخيراً الاسلام السياسي وأحزابها في كوردستان العراق) هي الطاغية على المشهد السياسي الكوردي _وللأسف ونقولها للمرة الألف_ هي التي تتحكم بالسياسة والشارع والعقلية الكوردية وبالتالي صراعاتنا البينية والحزبية على السلطة؛ سلطة وهمية وغير فعلية.
وهكذا .. ومن بعد تلك القراءات المغلوطة والمسطحة للواقع الكوردي فكان لا بد له من أن يطرح أسئلة وقناعات أكثر سذاجة وبساطة من عقل أبسط رجل في الشارع الكوردي نفسه ولا يليق برجل يعد ويسوق ليكون رأس الدبلوماسية الكوردية _وللأسف مجدداً_ حيث يقول: “في البداية هل الpyd هو حزب كردي وما الدليل الذي يملكه احدهم سوى ان اعضاء هذا الحزب هم أكراد؟ ماهو اسم الحزب؟ ماهو علاقاته؟ وماهي اجندته؟ ما هي اسماء الكانتونات التي اعلن عنها وما مضمونها؟ ما هي علاقات هذا الحزب وما هي الوظائف الرئيسية التي يقوم به؟ انها جملة اسئلة والجواب عليها او على الأقل على بعضها ليس بالأمر الصعب ولنبدأ بالاوضح اسم الحزب خال من اية كلمة كردية الكانتونات التي يتبجح بها هي نظام اداري معمول به في سوريا منذ عشرات السنين تحت اسم الادارة المحلية وهو نموج لا يحمل اية صفة سياسية فيما يخص قضايا القوميات والمكونات وهو استمرار للنموذج للقديم وباسم جديد وكذلك فان هذه الكانتونات تفتقر الى اي مضمون كردي، كما ان علاقات ال pyd مع هيئة التنسيق حيث وقع على ميثاق يؤكد فيه ان سوريا جزأ لا يتجزأ من الوطن العربي الامر الذي يجعل من الكرد مجرد ضيوف في سوريا وهذا يعني ان ليس لهم اية حقوق قومية في سوريا.”
أولاً نريد أن نسأل “حكيم زماننا” هل “اكتشافه الأخير هذا” هو آخر ما تفتقت عنها الذهنية الكوردية أم هو قديم؛ فإن كان جديداً ومع المقال فإنني أقول من جهة: “مبروك للكورد آخر اكتشافاتهم وإضافة عبقرية جديدة لتاريخ العباقرة” ولكن يبدو إنه تأخر كثيراً وخاصةً بعد كل هذه الحوارات الماراثونية مع هذا الحزب ال“لا كوردي” وخاصةً أن تلك اللقاءات مع الحزب المنفي من الكوردايتية الحكيمية كانت بقيادة ورعاية زعيم حركته السياسية البارتوية كاك مسعود بارزاني وأما إن كان قديماً؛ فلما كانت كل تلك الحوارات واللقاءات أصلاً وإن لم يكن من أجل (وحدة الموقف والصف الكوردي) فإذاً كانت من أجل المكاسب والمغانم والكراسي “يا سيدي“.. وبأس السياسة عند ذلك وأما بخصوص العلاقة مع الطرف العربي _والمقصد منه هيئة التنسيق الوطنية ودخول الاتحاد الديمقراطي معهم في تحالف سياسي_ وعلى ذمت الراوي _وهنا السيد عبد الحكيم بشار_ لا تعترف الهيئة بأية حقوق للكورد بل “يجعل من الكرد مجرد ضيوف في سوريا وهذا يعني ان ليس لهم اية حقوق قومية في سوريا ” وذلك كون إحدى وثائق الهيئة تقول “سوريا جزء من الوطن العربي” لكن يبدو أن السيد الحكيم ينسى بأنه _حزبه والناطق باسمه_ حليف مع طرف سياسي آخر نظرته ليس أفضل بكثير من رؤية هيئة التنسيق الوطنية وخاصةً في الملف الكوردي.. وهنا لا نريد أن نذكره بأن الذين يتحدث عنهم وللأمس القريب كان متحالفاً معهم وببرامج سياسية أقل مطلباً _في إعلان دمشق_ وكذلك لا نود تذكيره يوم طلبت منه شخصياً أن ننسحب من المجلس الوطني لقوى إعلان دمشق؛ كونه تضمن هذا البند المذكور ب“انتماء سوريا للوطن العربي” وبالتالي فإن الموافقة عليه تعتبر نوع من التنازل عن القضية ولكنه خذلني _وخذل الرفاق والكورد والقضية_ وكغيره من قيادات البارتي والحركة الكوردية آنذاك والذين شاركوا _يومها_ في تلك الجلسة وباسم كل من التحالف والجبهة الديمقراطية الكوردية وباستثناء بعض الأسماء الكوردية المشاركة.
أما إثارته لعلاقة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) مع النظام السور فلا جديد فيه وهي قديمة قدم وجود حزب العمال الكوردستاني وقائدها السيد عبد الله أوجلان على الأراضي السورية وبحماية الأمن السوري وبالتالي فإن هذه النقطة ليست بالجديدة على السيد الحكيم ليغير الموقف من الحزب المذكور (PYD) ويعتبره مؤخراً بأنه حزب غير كوردي وكذلك على مستوى سلوكه العنفي والقمعي، بل الاستبدادي والالغائي بحق الآخر هو أيضاً قديم وهو بنفسه يذكره في مقاله وذلك حينما يقول “..نفذ العديد من عمليات الاغتيال وقطع الاذان والانوف بين عامي1982-1996 في سوريا بحق العديد من المناضلين الكرد” وكذلك وما يتعلق بالتسمية فلا أعتقد أن من أسمه حكيم هو “حكيم بالفعل والقول” مع العلم أنها قضية مهمة ولكن ليست بالضرورة تكون صحيحة وعملية؛ حيث الاسلام والأمة الإسلامية خدمت العروبة والثقافة العربية ويمكن اعتبارها (أي الاسلام) الحامل للحضارة العربية _مع العلم هناك من يقول العكس_ بل والموجد والمؤسس للعروبة هي الإسلام وقد خدمتها أكثر من كل الأحزاب القومية العربية ومنظريها وأبواقها وأيديولوجياتهم وهكذا فإن للعمال الكوردستاني مشروعهم السياسي _وإنني شخصياً أختلف معهم ايديولوجياً وسياسياً في الكثير منها_ ولكن وإنصافاً فإن العمال الكوردستاني ومنظوماتها في الداخل والخارج قد قدمت خدمات كبيرة للقضية الكوردية وما قضية الارهاب إلا نوع من اللعبة الدولية ومصالحها حيث من المعلوم للجميع بأن حزب العمال الكوردستاني لم ينفذ عملاً إرهابياً _لا داخل تركيا ولا في أوروبا_ إلا ما يتعلق بالاغتيال السياسي لبعض النشطاء والكوادر الذين إما خرجوا من تحت عباءتها أو لأولئك الذين كانت تجد فيهم وفي نشاطهم السياسي خطورة على نهجها وسياستها التوتاليتارية القمعية.
وهكذا وأخيراً فإنني سوف استعين بكلماته و“لكماته” نفسه وأقول: أيها السيد ال“حكيم” “..وبناء عليه يجب النظر الى” قراءتك للموضوع عموماً وليس فقط إلى ما يتعلق ب“الاتحاد الديمقراطي على” أنها قراءة غير كوردية ولا تخدم المصالح الكوردية وذلك ليس فقط في الجزئية التي تقول فيها بأن الحزب المذكور هو “..حزب غير كردي وليس له اية اجندة كردية” وبالتالي فهي قراءة _ليست فقط بسيطة وساذجة_ بل لا تخدم الكوردايتي ولا تدخل في صالح الاستراتيجية الكوردية ناهيك عن افتقارها _بل انعدامها_ لكل المفاهيم والقيم والأعراف الدبلوماسية في التعامل مع الآخر _كونك راس الدبلوماسية الكوردية على القل عند طلاف سياسي كوردي_ وهكذا فإن أقوالك عبارة عن اتهامات مجانية لا تقدم _لكنها تؤخر_ في وحدة الموقف والكلمة الكوردية وتصب في خانة المتربصين بالقضية من أنظمة إقليمية وأجهزتها المخابراتية وبالتالي المزيد من الشقاق والفرقة والانقسام في الصف والموقف والكلمة الكوردية.. فبأس وبؤس الحالة الكوردية؛ إن كانت هكذا رأس الدبلوماسية الكوردية في مقاربتها وحوارها مع الآخر وعلى مبدأ “الإخوة الأعداء” ويقولون: لما ليس للكورد من وطنٍ وجغرافيا سياسية؛ إن أردتم الجواب.. اسألوا “حكماء الكورد“.
ملاحظة: كل من يود الاطلاع على مقال السيد عبد الحكيم بشار يمكنه العودة للرابط التالي: http://yekiti-media.org/…/1327-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%85%D8…
[1]