ماذا لو قام الكورد بهجمة مماثلة كالتي قامت بها حماس ضد تركيا وإيران؟؟
بيار روباري
بداية، لكل شعبٍ محتل أرضه، له الحق في مقاومة المحتلين بكل الطرق والأساليب المتوفرة، وقبول الدعم والمساعدة حتى من الشيطان.
والأن عودةً إلى السؤال الذي طرحناه كعنوان لهذا المقال، وسأطرح هذا التساؤل على قادة الدولة التركية
والإيرانية، التي أشادتا بهجوم حركة حماس ودعمته وطبلت له، وسيرت المظاهرات من منطلق فحواه: “إسرائيل دولة محتلة للأراضي الفلسطينية”. هذا الكلام صحيح، ولكن لن أناقش تفاصيل الهجوم وشكله ونتائجه وأسبابه، لأن هذا ليس موضوع مقالي.
1- تركيا وهجوم كوردي مماثل لهجوم حماس ضدها:
الأرضية والخلفية في الحالتين هي نفسها، بمعنى أن تركيا دولة محتلة حالها حال إسرائيل بل أشنع، لماذا؟
اليهود تاريخيآ، لهم جذور في المنطقة وهم ساميين مثل العرب، وأصلهم يعود لليمن والجزيرة العربية،
ومحمد هو الذي طردهم منها عنوة. بينما الأتراك لا ينتمون لهذه المنطقة ولا بشكل من الأشكال، ولا ينتمون للعرق الأري، الذي ينحدر منه الشعب الكوردي والفرس والأوردو والبشتو والهنود والشعوب الأوروبية جمعيها، ما عدا المحتلين “الهنغار” وهم من العرق التركي.
اردوغان وأعضاء حكومته صرحوا في الأيام الماضية وقالوا:
“ما قامت بها حركة حماس أمرٌ مشروع، لأن إسرائيل تحتل أراضي الفلسطينيين، وتنكل بهم وتذلهم يوميآ، وتسجن عشرات الألاف منهم، وعلى إسرائيل أن تتصرف كدولة لا كمنظمة”. أنا موافق على الكلام مئة بالمئة، لكن بخمسة شروط هي:
الأول: أن تطبق نفس هذا المعيار على نفسها وعلى الشعب الكوردي الذي تحتل أرضه، وتقتل أبنائه، وتسجن الألاف منه، وأن تقبل بالعمليات العسكرية التي ينفذها حزب العمال الكوردستاني ضد القوات التركية، ولا تسميها إرهابآ.
الثاني: أن تقطع علاقتها بإسرائيل، مادامت تقوم بكل هذه الأفعال الشريرة بحسب وجهة نظر اردوغان
وتتصرف كمنظمة. ولكن اردوغان دجال وكذاب، يتجار بألام الشعب الفلسطيني وقضيته مثل النظام الأسدي المجرم.
الثالث: أن تمنح نفس الحق للشعب الكوردي بممارسة نفس الهجوم الذي نفذته حماس ضد الدولة التركية تحت مسمى “طوفان آمد”.
الرابع: أن تفرج تركيا عن جميع السجناء الكورد، بما فيهم عبدالله اوجلان وصلاح الدين ديمترتاش، وتسحب جيشها من غرب كوردستان وجنوبها وشمالها وتعترف بالشعب الكوردي رسميآ وفي الدستور وتقبل بالفيدرالية، واللغة الكوردية لغة رسمية إلى جانب اللغة التركية، وتتوقف عن دعم إرهابيي داعش والقاعدة والتنظيمات السورية المتطرفة وفي مقدمتها حركة الإخوان الإجرامية، وتعطي مثالآ ونموذجآ يحتظى به يتعلم منه قادة إسرائيل وغيرهم، ومن ثم يحق لأردوغان وأعضاء عصابته الحاكمة معه، التنظير على الأخرين وإعطاء الدروس في الأخلاق والقيم.
الخامس: تقديم إعتذار رسمي للشعب الكوردي، بسبب ما إقترفته تركيا من جرائم بحق الكورد الشعب الكوردي وتعويضه عما لحق به من أذى وضرر، والأموال التي سرقتها تركيا من أملاك الكورد وخيرات بلدهم كوردستان.
2- ايران وهجوم كوردي مماثل لهجوم حماس ضدها:
ملالي الفرس الشنيعة (الشيعة)، منذ سنين طويلة يتبجحون ويقولون: أنهم يدافعون عن المظلومين في العالم، ولكن هذا العالم الذي يتحدثون عنه، لا يشمل الشعوب الإيرانية، ومن ضمنهم الشعب الكوردي، الذي بفضله بات للفرس شأنٌ بين إمم الأرض. وهؤلاء الحثالة أي الملالي كانوا ينعتون المقبور “شاه
رضا بهلوي”، بأنه ظالم ومستبد وينكل بالناس ويفقرهم ويضطهد الشعوب والقوميات الإيرانية، وما أن تولى الوغد “خميني” السلطة في ايران، أول عمل قام به هو التنكيل بالشعب الكوردي ب#شرق كوردستان# ، وإرتكب المجازر بحقه، ومازال نظامه المجرم مستمرآ بجرائمه بحق الكورد وغيرهم من الشعوب. ويعلق خيرة الشباب والشابات الكورديات على أعواد المشانق إسبوعيآ وبالعشرات بحجة الإرهاب!!!
وفي نفس الوقت هذا النظام الإرهابي الذي يمارس التنكيل والقتل بحق شعبه، دعم تنظيم القاعدة على مدى عشرات السنوات ولا يزال، ودعم أيضآ تنظيم داعش المتوحش، والزرقاوي في العراق والبعثيين، وحزب الله في لبنان، الذي يمارس الإرهاب ضد أبناء بلده من السنة والمسيحيين والدروز، وقام بقتل مئات الألاف من السوريين الأبرياء، والعشرات الشخصيات اللبنانية، هذا إضافة لدعمها لجماعة الحوثي الطائفية في اليمن، وحركة الجهاد الإسلامي، التنظيمات الإسلامية في جنوب كوردستان، حركة حماس الفلسطينية، الجماعات الإخوانية في العديد من البلدان وعلى رأسها جماعة الإخوان المصرية، ولا ننسى الميليشيات الشيعية الطائفية في العراق، دعمها للنظام الأسدي القاتل، إضافة لقتلها عشرات الألاف من السوريين الأبرياء. إضافة لتدخلها في شؤون المنطقة وخارجها بهدف زعزعة أمن هذه الدول بغية السيطرة عليها، كما تسيطر الأن على العراق، سوريا، لبنان، اليمن وغزة.
لا شك أن كبار ملالي طهران وقادة حزب الله كانوا على علم بما ستقدم عليه حركة حماس، لربما لم يكونوا على على علم بيوم والساعة التي ستنفذ فيها حماس هجومها على إسرائيل لأسباب أمنية ولبرما تتعلق بحالة الطقس، ولكنهم كانوا على علم بالعملية حتى ولوا أنكروا لأسباب سياسية، وقدموا المشورة والدعم للحركة. ولهذا ملالي إيران باركوا الهجوم فورآ وقالوا: “صحيح ليس لنا علاقة بالهجوم، ولكن ما فعلته حركة حماس، حق مشروع للشعب الفلسطيني المتحلة أرضه، ويتعرض يوميآ للقتل على أيادي الإسرائليين، وتهدم بيوته، ويسجن شبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله منذ سنين طويلة، ولهذا ندعم هجوم حماس ونؤيده”.
أي أنهم إنطلقوا في موقفهم هذا من مبدأ “الحق والباطل”، وأخفوا أنهم يستخدمون القضية الفلسطينية
لمأربهم السياسية البحتة.
إذا كنتم لهذه الدرجة من أهل حق، وتودون فعلآ أن تحققوا العدالة في كل مكان، وإنكم أنصار المظلومين كما تقولون، فلماذا لا تطبقون ذلك أولآ على أنفسكم أنتم مع الشعب الكوردي الذي تحتلون أرضه منذ مئات السنيين وتنكلون به يوميآ، وتحاربون لغته وتمنعونها من التدريس، وفتح مدارس خاصة بهم ودور عبادة للكورد اليزدانيين؟؟ ومن ثم يمكن لكم التنظير عن الحق والعدالة والدفاع عنها، وتعطون مثالآ ساطعآ يحتذى به، ويتعلم منكم السياسيين الإسرائليين ويستفيدون من تجربتكم.
سأصدقكم وأشد على أيديكم فيما قلتم حول هجوم حماس ضد إسرائيل إذا نفذتم الشروط الخمسة التالية:
الأول: أن تطبقوا نفس المعيار الذي طبقتموه على حماس وإسرائيل، على أنفسكم وعلى الشعب الكوردي الذي تحتلون نصف مساحة أرض وطنه كوردستان، وتقتلون أبنائه، وتسجنون الألاف منهم.
الثاني: أن تقبلوا بعمليات مماثلة لعملية حماس العسكرية، ضدكم تحتى مسمى “طوفان مهاباد” ولا تسمون ذلك إرهابآ. أي منح الشعب الكوردي والحزب الديمقراطي الكوردستاني – ايران نفس الحق بممارسة نفس الهجوم الذي نفذت حماس ضد الدولة الإسرائيلية.
الثالث: أن تكفوا عن قتل الكورد، وتفرجون عن جميع السجناء الكورد وتعترفون بالفيدرالية الكوردية التي تضم “لورستان، إيلام، أذربيجان، همدان، خوزستان، مركزي، كرمان، شهر كورد، كرمنشان، يزد، أصفهان، زنجان” في الدستور والإعتراف باللغة الكوردية كلغة رسمية في شرق كوردستان.
الرابع: سحب الجيش الفارسي والحرس الثوري وأجهزتكم الأمنية القمعية من شرق كوردستان وترك مهمة حماية الإقليم لقوات البيشمركة الكوردية.
الخامس: تقديم إعتذار رسمي للشعب الكوردي، بسبب ما إقترفتم من جرائم بحقه وتعويض هذا الشعب على ما ألحقتم به من أذى وضرر، وإعادة الأموال التي سرقتموها من أملاكه وخيرات بلده كوردستان.
الخلاصة:
كلا النظاميين التركي والفارسي، دجالين وكذابين ويتاجران بالقضية الفلسطينية لتحقيق مأرابهم السياسية
بدماء الفلسطيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين. لو كان نظام الملالي الشيعي الحاكم في طهران، والنظام الإخواني العثماني الحاكم في أنقرة، يؤمنان حقآ بحق الشعوب في الحرية والإستقلال، لينظروا في تاريخ دولهم الإستعمارية الإجرامية، ولكي يكونوا صادقين مع أنفسهم أولآ ومع الأخرين ثانيآ، كان عليهم منح الشعب الكوردي حريته وإستقلاله وإعترفوا بدولة كوردستان.
لكن نحن نعلم جيدآ مدى كذب ونفاق قادة هذين الكيانيين اللقيطين الإجراميين الغير شرعيين، ويتجارون بدماء الفلسطينيين مثلما تاجر النظام الأسدي (حافظ، بشار) القاتل، بالقضية الفلسطينية (50) خمسين عامآ، وقاتل هذين النظامين الفارسي والتركي، بالدم السوريين (12) أثنى عشر عامآ، وحولوا سوريا كبلد إلى أطلال ومجموعة من المستعمرات التي يتحكمون بها هم وميليشياتهم الطائفية الإرهابية.[1]