في الذكرى التاسعة للإبادة الايزيدية
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7693 - #04-08-2023# - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
في منتصف ليلة ال (2) من آب/ اغسطس لسنة 2014، هاجم تنظم داعش الارهابي بكل وحشية الايزيديين في شنكال والمجمعات والقرى والمناطق التابعة لها، وتمكن داعش بدعم من اجندات اقليمية ودولية، وبمساعدة بعض الخونة من العشائر العربية والكُردية من احتلالها، وقتل وأسر الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال بسبب عقيدتهم، والذي وصفته الأمم المتحدة وأقرته برلمانات العديد من الدول بأنها إبادة جماعية بكل المعايير، وهي مازالت مستمرة الى الآن في مخيمات النزوح.
خلال هذه الهجمة الارهابية، هرب حوالي (400,000)اربعمائة الف شخص من الايزيديين الى جبل شنكال الذي يمتد بطول (70) كيلو متراً، وعانوا الكثير من المعاناة والمآسي بعد أن حاصرهم التنظيم الارهابي من جميع الجهات ولم يصلهم مساعدات الاغاثة والمواد الغذائية خلال أكثر من عشرة أيام، وقد مات العشرات من الاطفال والنساء والشيوخ من الهلع وبسبب الجوع والعطش، وحدثت حالات يندى لها جبين الانسانية فبحسب روايات الشهود ستبقى مأساة الإيزيديين في شنكال تذكار صارخ لجميع الشعوب والامم في العالم.
ومن جهة اخرى ولدت من رحم هذه الهمجة الارهابية الشرسة التي تعرض لها الايزيديين، مقاومة ايزيدية شديدة، تمكنت من صد هجوم داعش الارهابي على جبل شنكال (سنجار) بعد إلتحاق عدد كبير من المتطوعين الايزيديين حول عدد من القادة الايزيديين والبيشمركة الذين رفضوا الانسحاب من شنكال، وظهر الانسان الايزيدي الاصيل بعقيدته ودينه ومبادئه، وعاداته وتقاليده التي يعتز بها ويقدسها في هذه المقاومة الايزيدية الحقيقية، وقدم نفسه فداءً لها، كي يحافظ ويحرص على تلك القيّم والأعراف وعدم الخروج منها، والحفاظ على النسل والعرق الايزيدي الاصيل.[1]